«تلك سنة الكون» أو حكمة المعلوماتية والازدهار الثقافي الذي ينعكس بالتأكيد على المجتمع.. وقديماً كثيراً ما كنا نسمع سؤال «مين بتحب أكثر؟ البابا أم الماما، وأكيد بتحب المدرسة» وإجاباتنا كلنا كانت موحدة.. جميعنا يحب البابا والماما وجميعنا يحب المدرسة..
أما أطفال اليوم لو سألتهم هل تحبون المدرسة؟!
خوفاً من الحرج من إجاباتهم عن سؤال من الأحب البابا أو الماما..
لا أحب المدرسة
«مضر محمد» ثاني ابتدائي سألته أمه لو جاءك بابا نويل ماذا ستطلب منه؟!
فأجاب دون تردد.. أتمنى عليه إغلاق المدرسة.. بالطبع لأنه طالب كسلان.. وصديقه أحمد.. يقول لأهله وهو يشاهد مسلسلاً بدوياً «أحسد أطفالهم يا ماما» لأنهم لا يذهبون إلى المدرسة..!! ومع أن مضر وأحمد متفوقان في المدرسة لا يحبونها.. ولهم أسبابهم:
فالمدرسة بعيدة.. والمدرسة ممنوع الشغب فيها.. وممنوع الغياب.. وممنوع الصراخ.. وواجبات المدرسة كثيرة.. والمديرة قاسية.. ولا يوجد في المدرسة بيتزا.. ومعجنات وأكلات «الماwwما» الشهية.
أما سام طالب ابتدائي أيضاً لكن في مدرسة خاصة «خمس نجوم» مجتهد.. وكذلك لا يحب المدرسة ويكره مادة الإسباني جداً.. ويكره الاستيقاظ باكراً.. ويكره كثرة الممنوعات.. ممنوع الركض.. ممنوع اللعب بالكرة.. ممنوع حتى النظر إلى المسبح.. والممنوع المكروهة جداً بالنسبة له أنه لا يستطيع رؤية أخته طالبة الروضة..
إذاً..
اختلفت إجابات أطفالنا وأصبحوا أكثر جرأة في مناقشة أمورهم الخاصة والحديث عما يحبون ويشتهون.. كما يرون هم لا كما نشتهي نحن من إجابات ، هذا هو حال أطفال الابتدائي .. أما الأكبر سناً من الشباب فإجاباتهم كانت قوية متزنة.. جريئة لا خوف يشوبها.. وصنفوا ما يحبونه وما يكرهونه في المدرسة.. بكل أريحية.
صندوق الكنز
وفاء ابراهيم 15 سنة قالت:
أحب المدرسة كثيراً.. وأعتبرها كصندوق الكنز فيها الكثير من المعلومات والمعرفة.. وكل واحد منا بقدر اجتهاده ومثابرته يستطيع النيل منه ما يشاء.. لذلك أحب ساعات الاستيقاظ المبكر.. لأنهل من المدرسة معرفة لن أرتوي منها ما حييت وسأبقى أطلب المزيد.. إضافة إلى الجو الجميل الذي يضفيه أصدقائي على أوقات المدرسة لتكون أجمل وأمتع.. بخلطة تناقض بديعة تجمع ما بين الجد والمرح لتميزنا نحن الشلة المجتهدة والمحبة للمدرسة والمسلية أيضاً.. والتي لا يعكر صفوها إلا «نزاقة» بعض المدرسين في الكادر التدريسي والتوجيهي من العصر الحجري.. ومئة وعشرين درجاً أضطر لمشيها مرتين يومياً لأصل باب مدرستي أعلى التلة.
ذاكرتنا ليست 9 غيغا
حلا خضور (14 عاماً) قالت: أحب المدرسة طالما أنها باب المستقبل الذي أنشده.. ومنها سأكون شيئاً مهماً أو لا أكون.. لذلك أسعى للتفوق.. أواظب على حبها ما أمكن.. لأنك إن كرهت شيئاً أفسدت أشياء.
أما ما يزعجني في المدرسة.. أنني مضطرة للدروس الأدبية والحفظ البصم.. وأنا ميولي علمية وأشعر في حصة المواد الأدبية بالملل الشديد، وكثيراً ما أسرح في خيالي وقتها خاصة إن رافق الحصة وجود مدرس ممل فيصبح كمن «يهنهن» لننام.. ومع هذا وأكثر.. ما يزعجني أكثر من الدروس الكئيبة والمدرسين المملين المنهاج الكثيف الذي كان على واضعيه أن يدركوا أننا لسنا بعلماء.. ولا نملك ذاكرة 9 غيغا كي نحفظ الكم الهائل من المعلومات المكثفة..
إضافة إلى وجود ساعة إضافية «أهلية» بعد القدوم إلى البيت تضطر فيها لسرد تفاصيل التفاصيل لأهلك ما حدث وما كان ممكن أن يحدث..
صفوف اختيارية
لجين طالبة ثاني إعدادي لها وجهة نظر أحببتها.. تقول: لم لا تكون المدرسة فيها صفوف اختيارية فأنا اعتبر المواد الأدبية سهلة ومملة لا تحتاج وقتاً أقضيه للصفن وللتأمل.. لذلك لم لا أكون حرة باختيار المادة التي أريد حضورها أولاً.. فربما أستفيد بهذا الوقت بقراءة كتاب آخر.. أو مناقشة مفيدة مع إحدى الصديقات.. إضافة إلى أنني أتمنى وجود شعب للمتفوقين تجمع الطلاب الجادين في نهل العلم.. فلا شغب يتخلل الحصص.. ولا وقت ضائعاً.. في الشرح الكثير.. مع وجود روح التنافس بين الطلاب ما يزيد من حالات التفوق أكثر وأكثر.. أما ما أتمناه.. هو مدرسة بلا مدرسين فظين أو استنساخ مدرس واحد ذكر ولطيف يعطينا كل المواد.