المفارقة أن ذلك الواهم لم يحقق بسلوكه الأحمق ذاك أي نتائج أو إنجازات تذكر طوال المرحلة الماضية،
بل على العكس من ذلك تماماً، فإن سياسة الوثب فوق الألغام التي كان ولا يزال ينتهجها، قد راكمت من إخفاقاته وهزائمه وعجزه في الميدان، والأهم أنها أماطت اللثام عن حقيقة أدواره ووظائفه الإرهابية التي يضطلع بها خلف الكواليس وأمامها من أجل الإبقاء على حالة الحرب والفوضى قائمة لأنها تحقق له جزءاً كبيراً من أهدافه وطموحاته الاحتلالية والعثمانية والإخوانية.
أردوغان لم يدخل في دائرة الاختبار مجدداً كما يعتقد البعض، لأنه ببساطة لم يخرج منها أصلاً، فهو لا يزال محاصراً فيها منذ اللحظات الأولى التي أعقبت كل الاجتماعات والاتفاقات والتفاهمات التي كان يتشدق بحرصه على تطبيق وإنجاح مخرجاتها ونتائجها، والعمل على دفعها نحو تعزيز الحل السياسي، ولعل الواقع كان يثبت ويؤكد عكس ذلك تماماً، لجهة تهربه وخداعه ومحاولاته الحثيثة لإجهاض ونسف كل مخرجات تلك الاتفاقات والتفاهمات.
الحقيقة الساطعة كضوء الشمس، هي أن النظام التركي جزء لا يتجزأ من مشروع صهيوني وإخواني، وهو كذلك رأس حربة في منظومة الحرب والعدوان على الشعب السوري، لذلك يستحيل على هذا السفاح العثماني الذي يتلطى خلف مشروع إخواني وإرهابي يهدف إلى تدمير المنطقة والاستيلاء على قرارها ونهب خيراتها وثرواتها، يستحيل عليه أن يفي بوعوده ويلتزم بتعهداته، لأن مثل هذا الأمر سوف يطيح بمشروعه الإخواني ويعجل بنهاية مسيرته السياسية التي بدأت تجد طريقها إلى الداخل التركي.