ومحاولة إنقاذه من الموقف الذي أوقع نفسه به، ولكن على ما يبدو أن مساندة الناتو لأردوغان ستبقى معنوية ورمزية، الأمر الذي لن ينقذه من هزيمته في سورية.
ولم يقدم الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أي وعد فوري بتقديم المساعدة لتركيا، وربما على حد قول ستولتنبرغ سينظر حلفاء الناتو في تعزيز الدفاعات الجوية لأنقرة ولكن ليس في القريب العاجل، وأنه لم يقدم أي وعد فوري بتقديم المساعدة لتركيا.
وكان الناتو قد أجرى محادثات عاجلة بشأن خسارة أنقرة وهزيمتها في سورية مؤخراً بعد أن طلبت تركيا عقد اجتماع طارئ للأعضاء بموجب المادة 4 من المعاهدة الحاكمة للحلف.
فمنذ اندلاع المعارك في الشمال السوري، حيث دأبت تركيا على مدار الأشهر الماضية على تقديم الدعم اللا متناهي للتنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لها «كجبهة النصرة» وعدد من الجماعات الإرهابية الموالية لها من أجل محاولتها اليائسة في منع تقدم الجيش السوري الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحرير كامل أرضه، وفي ظل الخطوات التركية البائسة الأخيرة لأنقرة فإن موسكو اتخذت موقفاً أكثر صرامة في رفض أي عدوان جديد من جانب أنقرة تجاه قوات الجيش السوري، وطالبت أنقرة بالتوقف الفوري عن دعم الجماعات الإرهابية المسلحة الموجودة في إدلب.
لامار أركندي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان والباحثة في شؤون الجماعات الإرهابية قالت: إن صورة المشهد السوري بدأت تتوضح ملامحه بعد سيطرة الدولة السورية تقريباً على كامل الأراضي السورية في الشمال ودحر الإرهابيين التابعين لأنقرة في إدلب، وهنا يمكن القول إن سورية باتت أقرب لإنهاء المعارك على أرضها.
فالتصعيد العسكري الذي تشهده إدلب سببه أنقرة، بينما تحاول روسيا إجبار تركيا بإتمام تنفيذ اتفاقية سوتشي التي تقضي بإخراج جميع الفصائل الإرهابية بموجب هذا الاتفاق الذي عقد في تشرين الأول 2018، ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومدافع هاون التي بحوزة تلك الجماعات الإرهابية.
إن ما يحدث الآن هو رد روسي على مماطلة أردوغان استكمال تنفيذ الاتفاقية كونه يسعى دائماً إلى استغلال كل فرصة لتثبيت وجود الإرهابيين في الشمال السوري، وإثارة الحروب في بعض المدن والبلدات في الشمال السوري عن طريق المليشيات الإرهابية المسلحة التي تدعمها أنقرة، لكن هزيمة الرئيس التركي في سورية هي حتمية وستكون مختلفة هذه المرة لأنها ستأتي نتيجة التصميم الروسي على إجبار أنقرة على التخلي عن الإرهابيين وعدم دعم تركيا للتنظيمات الإرهابية المسلحة في شمال سورية وتنفيذ بنود اتفاق سوتشي.
وستنتهي هذه المعركة بشكل مؤكد بانتصار الجيش السوري في إدلب وتخليص هذه المحافظة من براثن الجماعات الإرهابية، وبذلك فإن الحرب في سورية تكون قد انتهت وتحررت كل الأراضي السورية، ويسدل الستار نهائياً على أطماع أردوغان وأحلامه العثمانية في إدلب وفي سورية بفشل المشروع التركي الأميركي الأوروبي.
حتى العاملون في مجال حقوق الإنسان والباحثون في شؤون الجماعات الإرهابية، اكتشفوا مؤخراً أن تركيا حاولت الاستفادة من الإرهابيين لتحقيق أحلام واهية وشريرة في سورية ومحاولة تحقيق أحلام خلبية لها علاقة بإرث عثماني خبيث يعشش في دماغ أردوغان فقط والذي يسعى من خلال ما يسميه «المنطقة الآمنة» الحلم المستحيل تحقيقه من أجل سرقة النفط السوري خدمة لأسياده في البيت الأبيض.
هذه الأحلام التركية تبددت اليوم في ظل تقدم الجيش السوري وتحريره لمناطق إدلب الواحدة تلو الأخرى، فمنذ بداية الحرب على سورية تحاول تركيا تمرير أطماعها، وفي الأيام الماضية نجحت الدولة السورية في تحطيم تلك الأطماع التركية، حيث تمكن الجيش السوري من استعادة عشرات البلدات في أكبر تقدم له في إدلب، ما أجبر الإرهابيين على الفرار إلى الحدود التركية.
كما نجح الجيش السوري في السيطرة على مواقع مراقبة عسكرية تركية في إدلب وتحطيم معدات وآليات عسكرية وقتل جنود أتراك كانوا موجدين ضمن صفوف الإرهابيين، ما أغضب أنقرة التي شنت بدعم فصائل إرهابية موالية لها هجوماً واسعاً على جنوب شرقي المحافظة، ولكن الضربات المحكمة للجيش السوري على مواقع الفصائل الإرهابية التابعة لأنقرة ولأردغاون شخصيا هزمت هزيمة نكراء وبذلك تكون أحلام أروغان ومرتزقته الإرهابيين قد تلاشت إلى غير رجعة في سورية.