الدكتور يزبك أشار إلى أن المجموعة تختصر في قصصها بانوراما الحرب العدوانية على سورية وتداعياتها وما تركته من آثار نفسية على الناس والأجيال القادمة واعتبرها باقة من الأحاسيس قطفها من قلبه وضمنها بعض الآراء ووجهها عبر التقاطات شخصية بقالب أدبي مبيناً أنَّ تسمية المجموعة إشارة إلى من يقومون بممالأة من حولهم على حساب الحقيقة.
الناقد محمد رستم رأى خلال قراءته النقدية للمجموعة أن الكاتب جنح نحو البنية المركبة في العنونة فذهب باتجاه فخ العنوان الغاوي في معظم أقصوصاته واعتمد على العفوية في الرواية لافتاً بأن المجموعة تنضوي تحت عنوان قصص المناسبات إذ أنها تصور واقع المجتمع السوري بعد الحرب عليه فتتناول معظم الجوانب الآتية عليها وأحالتها رماداً، وذهب رستم بأنَّ أقصوصات يزبك تتناول موضوعات مهمة مثل النفعية والانتهازية والتشبث بالأفكار المحنطة ومضار وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية والفساد والهجرة نتيجة الحرب.
كما تناول حديث الناقد محمد بأن الكاتب ركز على حالة الوطن النازف في سرة خيباته وبدأ يهز إلينا بجزع الأمل المعرش في أغصان الحالات فتساقط الخيبات والحسرات وكأنها قد أدمت يداه بأشواك الترقب للوصول إلى المرفأ الأخير ولم يعد يجد متسعاً لأخذ نفس من أوكسجين الارتياح وهدوء البال,وغدا كلّ همه الخروج من عصور الردى والإثم والوصول إلى الوعي كي يخرج الوطن من غرفة الإنعاش.
أما القاص عيسى اسماعيل فقد أوضح بأنَّ الكاتب اعتمد على رشاقة الحرف والسرد ليسترعي الانتباه ويشد القارئ ويقترب من الشعر في سرده موضحاً أن القصص تقع في مجموعتين الأولى اجتماعية والثانية وطنية التي تتحدث عن الحرب وتسلط الضوء على المهمشين في المجتمع في صور كاريكاتورية تحمل المرارة والسخرية اللاذعة وتعري النفاق الاجتماعي منوها بمهارة الكاتب وحرفيته الأسلوبية في كتابة قصصه القصيرة والتكثيف في التعبير عن الحدث ما يدل برأيه على تمكنه من أدواته (لغة وحبكة وصياغة مختصرة).