نؤمن جميعا بأن المؤسسات الثقافية على تنوعها الخاصة منها والقطاع الحكومي تنطلق جميعها من قناعة وإيمان بأن ثقافتنا هي هويتنا الوطنية والقومية المقاومة لكل أشكال العدوان، وربما يتجسد ذلك في غير نشاط ثقافي «مسرح، فن تشكيلي، مسابقات، معارض، ندوات، مهرجانات..».
فالثقافة لم تعد ضربا من الرفاهية، بل هي مسؤولية كبيرة ويجب أن تكون الحصن المنيع في مواجهة دعاة التخلف والإرهاب الذين يسعون إلى غزو عقول الشباب، ورغم الظروف الاقتصادية والأولويات الحياتية فإن الاستثمار في الثقافة بات حاجة ملحة تتطلبها المرحلة الراهنة لإعادة بناء الإنسان وتمتين أواصره في وطنه ولحمته مع أبناء جلدته حبا وعطاء وتضحية.
بالأمس شهدنا افتتاحا لمهرجان «الثقافة تجدد انتصارها» وتكريما لقامات أدبية وفنية هامة، مايؤكد دور المثقف الفاعل في نهضة وإعلاء شأن البلاد، ودور الكلمة الفاعلة كونها الأداة الشرعية للحوار الحقيقي بين أبناء الإنسانية في كل زمان ومكان على حد قول «نجيب محفوظ».
إذاً هي البداية من جديد نحو آفاق واسعة في واقع الثقافة واستثمارها في مشاريع تعود على البلاد تطورا ونماء وازدهارا وهذا ماأكده سيد الوطن في لقائه الأخير مع نخبة من المثقفين، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، فلتكن خطواتنا مدروسة ومنهجية في خلق حوار حضاري ثقافي نقول فيه للعالم» إن الحضارة صناعة عربية» وشعارنا التسامح والمحبة، نعمل من أجل السلام، وندافع اليوم من أجل أن نعيش بسلام.