إذ يقول الآغا وعلى لسان جبرا: لاأحسب أني كنت في يوم من الأيام أحدد لنفسي غاية تتحقق مما أكتب، اللهم سوى الشهرة التي كنت في حداثتي أتصور أنها شيء مهم، وقد صححت لنفسي هذا التصور وتخليت عن هذا الوهم منذ زمن بعيد.
ويتابع الآغا قائلاً: لقد حققت نصوص جبرا الإبداعية نقلة نوعية مهمة على مستوى نمط الكتابة الروائية المعروفة، إذ تخلصت من النظام السردي الممل، وفتحت مصراعي الباب لترتاد الرواية العربية مجالات سردية جديدة، من خلال البناء المحكم لهذه الروايات، وفي رأيه أن الرواية هي الوعاء المناسب الذي يحوي كافة الأشكال التعبيرية الأخرى بما فيها الشعر، وأن حياة العربي بحاجة إلى شكل إبداعي لغوي لعل الشعر قاصر عنه وأنه شخصياً كتب الرواية لتستوعب طاقته الشعرية.
كان هم جبرا في بداية انطلاقته كتابة القصيدة لكنه بدأ بصورة مفاجئة في كتابة الرواية أيضاً فكتب روايتين قصيرتين إحداهما بعنوان: (صراع في ليل طويل) ثم بدأ يكتب قصصاً قصيرة ثم جاءت روايته (حيادون في شارع ضيق) بعدها، انقطع إلى الرسم والنقد لبضع سنوات.