كأن بعضنا صفق أول أمس وبحرارة لأميركا ورحمها الأم بريطانيا وغربهما، وهم يغسلون أيديهم سلفاً من دماء عشرات آلاف الأبرياء من السوريين والعراقيين أصحاب الرؤوس المقطوعة بسيوف داعش والنصرة وسكاكينهما حين دفعوا إلى مجلس الأمن بالقرار 2170؟
بل، كأن بعضنا، وبحماسة عمياء، ضرب كفاً بكف وأقسم أن الدولتين العظميين بدأتا «التكويع» باتجاه فهم حقيقة ما يجري.. كما لو أنهما لم يفهما تلك الحقيقة حتى الآن؟.. وحدهم الجهلة الأغبياء لا يزالون يتساءلون عن تمويل داعش وتسليحه وعقائده الغرائزية، وما إذا كانت السماء تمطر له المن والسلوى.. وصفقات سلاح بمليارات الدولارات تدفع الدول الخليجية أثمانها.. ولا تتسلمها!
حتى ائتلاف الدوحة الاستنبولي وهاديه البحرة الذي استولت عليه الغيرة والحسد وضيق العين وهو يرى الأميركي يضرب داعش في العراق.. لم يتردد لحظة في دعوة أمه الحنون أميركا إلى مساواة سورية والعراق.. بالضرب الأميركي الذي يدير داعش ويوجهه بالعودة إلى عش الدبابير السوري كما قال إدوارد سنودن... لكنه، لا يؤلمه أبداً!
ها هنا تصوب صحيفة «يو أس توداي» المشهد كاملاً بنصيحة للرئيس أوباما في ما إذا كان جاداً في قتاله مع داعش بـ... اللجوء إلى سورية!!!