تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإرشـــــاد النفســـــي حاجـــــة تربويــــــة وصحيـــــة

مجتــمـــــع
الاثنين 26-3-2012
ميسون نيال

تعد مهنة الإرشاد النفسي من الخدمات الاجتماعية الهامة والتي تعتمد على العنصر البشري المؤهل للقيام بمسؤوليته بطرق فعالة ودخول الإرشاد النفسي إلى القطاعات التربوية (المدارس)

كان له الأثر الإيجابي الهام، فالمرشد النفسي هو الشخص الذي يعد الخدمات والبرامج ليقدمها إلى تلاميذه على اختلاف مستوياتهم بقصد تحقيق أهداف التربية الحديثة وتنمية شخصيات الطلاب ومساعدتهم للاستفادة من الفرص والخبرات المدرسية إلى أقصى حد تسمح به قدراتهم أي إن للمرشد النفسي دوراً فعالاً في بناء شخصية المتعلم (الطالب) وذلك من خلال ممارسة دوره ومسؤولياته.‏‏

فالمؤسسات التربوية هي المجال الحيوي الفعال للإرشاد في جميع دول العالم وتزداد العلاقة بين الإرشاد وأهداف التعليم في المراحل التعليمية المختلفة مع زيادة اهتمام الدول وتأكيدها على البحث وإيجاد حلول لمشكلات الطلاب حيث تصبح الحاجة كبيرة إلى وجود هذا المرشد الذي يقدم خدماته ومهاراته الإرشادية إلى هؤلاء الأفراد الذين يعانون من مشكلات مختلفة في البيئة المدرسية علماً أن الإرشاد النفسي بشكل عام يسعى إلى مساعدة الفرد بغية التفاعل مع الآخرين بطريقة صحيحة تحقق له التوافق الاجتماعي والشخصي وينبغي أن تتوافر في المرشد النفسي مجموعة من الصفات والكفاءات والمهارات لكي يستطيع القيام بواجباته على أكمل وجه ،ومن هذه الصفات القدرة على الآخر وامتلاك القدرة العقلية المتفتحة والأمانة العلمية والمهنية والسعة في الأفق والتمتع بروح المرح والحماسة والقدرة على التعاون مع الآخرين ولأن نجاح العملية التربوية مرتبط بالدور الأساسي الذي يؤديه المرشد النفسي في المدرسة من خلال مساعدة الطلاب وتوجههم التوجيه الأمثل كان لابد من توفير الظروف الملائمة للمرشد ذلك لتحقيق رضاه عن مهنته وبالتالي القيام بأداء مهامه على أحسن وجه وخاصة أننا نعيش في عصر التقدم المعرفي والتكنولوجي والذي ولد ضغوطاً نفسية كثيرة ومشكلات معقدة فقد أصبح الفرد يواجه ألواناً متعددة من الضغوط سواء في المدرسة أم في العمل أم مع الأسرة أم الأصدقاء وعلى جميع مستويات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية حيث يمكننا القول إن تلك الضغوط أصبحت سمة العصر وقد حظي هذا الموضوع باهتمام واسع من الباحثين في هذا المجال وذلك بسبب النتائج والآثار التي يخلفها الضغط على سلوك العاملين وصحتهم ومدى تكيفهم في بيئة ما ولاسيما بيئة العمل لأنها غالباً ما تؤدي إلى توليد الضغط لدى العامل فينعكس ذلك على توافقه وسلوكه وعلاقاته مع الآخرين ويمكن إرجاع مصادر الضغط كما يرى لازاروس إلى مصدرين أحدهما داخلي ذاتي ويتمثل في المستويات الخلقية غير الواقعية حيث إن هناك بعض الأشخاص يفرضون على أنفسهم ضغوطات في غياب العوامل التي تسبب الضغط وكذلك يمكن أن تكون الضغوط الداخلية ناتجة عن مشكلات جسمية أو نفسية ناتجة عن مشاعر الحزن والأسى المرتبطة بالأحداث المزعجة، أما المصدر الثاني وهو خارجي يتمثل في ضغط الظروف الأسرية ومثل هذه الضغوط لها القدرة على تعقيد مساعي الفرد وتعطيلها وتتوقف درجة شدة العوامل السابقة على موارد الشخص وإمكانياته للمقاومة وقدراته على التحمل والتقويم الشخصي وتتمثل هذه الضغوطات بالحوادث غير السارة التي يصعب السيطرة عليها أو غير المتوقعة .‏‏

ويرى تقرير التنمية البشرية في سورية لعام 2005 (التعليم والتنمية البشرية نحو كفاءة أفضل) أن فلسفة الجزاء والعقاب البدني قد تراجعت مع إدخال الإرشاد النفسي والاجتماعي وذلك يعد خطوة واعدة ومهمة في التخلص من المفاهيم التقليدية للتعليم الابتدائي ولكن العديد من الباحثين التربويين يبدون قلقهم في ظل الصعوبات والعقبات إلى أن ما يدعو للتفاؤل تلك الجهود والدعوات لتجاوز تلك العقبات وتمكين الإرشاد من الاضطلاع بدوره .‏‏

وهناك بعض الصعوبات والعقبات التي يعاني منها العمل الإرشادي ترتبط بمجموعة من العوامل المتشابكة والمتداخلة فيما بينها بعضها يتعلق بطبيعة النظام التعليمي والتحديات التي يواجهها ومما لاشك فيه أن هناك بعض المعوقات التي يعاني منها العمل الإرشادي، بعضها يتعلق بطبيعة النظام التعليمي والتحديات التي يواجهه وبعضها يرتبط بالتغيرات الاجتماعية ومشكلات الفقر وتفكك الأسرة وانتشار بعض الظواهر السلبية حيث يتصل بعضها بالسمات الشخصية للمرشد والكفاية المهنية للمرشدين الاجتماعيين ومستوى تأهيلهم وإن نجاح الإرشاد في تحقيق أهدافه يتطلب تضافر جهود جهات عديدة وخارج المجتمع المدرسي وليس بمقدورها تحقيق الإرشاد منفرداً فإذا كانت رسالة الإرشاد هي نشر ثقافة وقيم جديدة تقوم على احترام كرامة وحقوق المتعلم فإنه يجد نفسه في كثير من الأحيان في تعارض مع الأساليب التقليدية في التعليم والتعامل مع الطلاب ولكن إشاعة ثقافة الديمقراطية والسعي لإلغاء مختلف أشكال العقاب والتدريب على قواعد التهذيب والانضباط هي الوسائل الأنجع لنمو الطلبة نمواً صحيحاً عقلياً وجسدياً ونفسياً واجتماعياً.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية