و بالفعل هناك أنشطة تقوم بها المراكز الثقافية،تعمل في هذا الإطار، فكان هناك تجارب متعددة منها /نادي القراء/ و ورشة عمل / لنقرأ و نلعب معا/ ونشاط/ قراءة قصة /حيث تؤكد جميع التجارب ،تجاوب الأطفال و أهمية القراءة بالنسبة إليهم وجميعها تؤكد ضرورة تعميم هذه التجارب وانتشارها على مستوى القطر لما تحمله من فوائد عدة، كما أكد على ذلك القائمون على هذه التجارب،حيث ظهرت نتائج مبهرة على ارض الواقع، حول تلك التجارب تحدثت لنا الدكتورة لينا دعبول/ وقالت :فكرة نادي القراء في المركز الثقافي بكفر سوسة، وجدت طريقها إلى التنفيذ و التطبيق بمساعدة لجنة تمكين اللغة العربية و إن كانت تدور في ذهني منذ فترة طويلة إلا أن تلك اللجنة ساعدتني للسير في أولى خطواتها، و فتحت لنا الباب، و قد تهيئ المكان و هو مهم جدا للنادي، لكن نحن كجمعية تنمية الطفل زودنا النادي بالكتب و المشرفين أما الهدف من هذا النادي فهو التشجيع على القراءة ،حيث جمع حوله محبي اللغة العربية و محبي القراءة ،خصوصا ان هناك عزوفاً عن اللغة العربية و عن القراءة معا، و قد شغل عالم الأطفال التكنولوجيا الحديثة بما حملته من كمبيوتر و انترنيت و قد بدأ التخوف من تأثر ثقافة أطفالنا و شبابنا بالثقافات الغربية ،على حساب الثقافة العربية الأصيلة و التي صدرت الحضارات للشعوب فلم يعد هناك قراءة في حياته تلك التي تغنيه و تغني ثقافته فأصبح هناك جمود و قتل للمواهب كما تراجع دور المكتبات مع الوقت و لم يعد هناك من يتابع تطورها أو تزويدها بالكتب اللازمة....
من هنا كانت المراكز الثقافية عوناً لنا لمتابعة الفكرة و قد بدأنا بمشروعنا التطوعي كمحاولة نسعى من خلالها إلى تنمية معارف الطفل في جميع الاتجاهات و لفت نظره إلى القراءة كما ركزنا في النادي على فئات عمرية متعددة نختار لها كتباً تناسبها تحمل المتعة كما الفائدة بغية تحفيز الأطفال و شدهم للقراءة و حلمنا الاكبر ان يصبح نادي القراء في كل حي من أحياء بلدنا لأهميته على صعد كثيرة و بالفعل وجدت الفكرة طريقها إلى مدارس عديدة و قد تبنتها بعد ان اتصلوا بنا في نادي القراء فزودناهم بالمناهج و خطة القراءة المدروسة بعناية لدينا ،حيث يختلف الأسلوب من عمر إلى عمرو وهناك حقائب القراءة ،حتى نتمكن من مساعدة الأطفال على تطوير أنفسهم إذ نبدأ بالشيء المحبب القريب من كل عمر ، و قد ننتقل إلى روايات و كتب تاريخية و قصص تربوية و قصص تهتم بالأخلاق و تعليم اللغة العربية لخلق ثقافة متنوعة. و جمالية المشروع أننا نناقشهم بما يقرؤون كما اخترنا مشرفين متميزين في آليات التعامل مع الأطفال للفت نظرهم إلى طرق البحث و الحوار و المناقشة ،و حتى ذلك تم الاعتناء و التدقيق فيه، حتى انه وجدت كتب تعلم المشرف اختيار طريقة التعامل مع الأطفال ، و قد ساهمت بذلك لأنني اعشق اللغة العربية رغم أن دراستي الأدب الفرنسي و اعتمدت تلك الوسيلة لأقدم شيئا لبلدي فاللغة مهمة للحفاظ على الثقافة، والحفاظ على اللغة العربية يعني الحفاظ على الهوية، دون مبالغة فسورية هي البلد الأكثر اهتماماًً بمجال اللغة العربية،ولابد من القول ان الخطة التي اتبعناها كانت متكاملة، تأخذ بعين الاعتبار جميع التفاصيل الكلية كما الجزئية ،فهي تتضمن الكتب و آلية التفاعل مع الأطفال القراء ،
و تهتم بعدد الكتب و تنوعها،و آلية توجيه المشرفين، و تعتني بوجود كتب تخصهم أيضا لتطوير آلياتهم ثم اهتممنا بالتنوع الكبير بالكتب حسب الرغبة و العمر و الميول وغيرها الكثير و ما أسعدني بهذه التجربة وجود مدن سورية مثل حلب و اللاذقية ،حاولت العمل على خطتنا، فمسألة مهمة جداً ان نعتني بمسألة القراءة عند الأطفال فهذه فكرة مهمة جداً ، و تجربة رائدة و أتمنى ان تخرج من محدوديتها فتنتشر ،لانها ستعود بنتائج رائعة على نطاق أوسع فالثقافة كفيلة بحماية المجتمع بحق .
اما/ فعالية قراءة قصص/ في المركز الثقافي في العدوى -فتتحدث عنها المشرفة /رباب درويش/قائلة: أهمية هذا النشاط بالنسبة للطفل أنها تشجعه على القراءة، و تجعل المكتبة مكاناً محبباً له، و قد خلقنا له أجواء مختلفة و جديدة و علاقات اجتماعية، تترك أثرها الكبير على الطفل، حيث يلتقي مع أقرانه ضمن أجواء ايجابية مريحة مفيدة ،كما أن قصصنا منتقاة بطريقة خاصة لجذب الطفل و تعليمه و توجيهه ، إضافة إلى أننا نقوم بنشاطات مرافقة،لهذه الفعالية، مثل مسرح العرائس، كما نعلم الطفل كيفية التأليف ، و الأكثر أهمية من تشجيع الطفل على القراءة،هي آلية التعامل الخاصة أثناء القراءة ،حيث تدور في أجواء من النقاش و الحوار و اللعب ،
و نخلق ما يسمى بالعصف الذهني عند الطفل ،و هذا النشاط تطور عن السابق و لاقى الإقبال ، من قبل الأهل و الأطفال ،و قد لاحظت أن عدد الأطفال يتزايد و دائما هناك أطفال جدد و هناك أعمار متفاوتة ، إذ يداوم على هذا النشاط من 5 إلى 12 سنة أما طريقة قراءة القصة فهي نرويها مثل الراوي أو الحكواتي، حيث نقرؤها بالفصيحة أو العامية لان قراءة، تلك القصص هو نشاط ثقافي أيضا، و يهمنا أن يستفيد الطفل من ناحية تربوية ،و ذلك بهدف التنويع حتى لا يشعر الطفل بالملل ، من تجربتي لسنوات في هذا النشاط وجدت أنها تحبب الأطفال بالقراءة، بل صار بعضهم يكتب، و حتى إننا نساعدهم في المركز بعض الأحيان على مسرحة القصة و تمثيلها ، لأن نفس النشاط تشعبت اهتماماته و قمنا بأكثر من ملتقى ثقافي،يشجع الطفل، فكان هناك ورشات عمل حول خيال الظل في المسرح ،و مسابقات معرض رسوم و أشغال يدوية وغيرها ،أما نوعية القصص فهي قصص تربوية و تعليمية مسلية و معلومات علمية حول الطبيعة و غيرها الكثير، إذ نحاول استثمار هذا النشاط بالشكل المتميز و الأمثل.