فقد أكدت سلسلة من الدراسات الحديثة أن هناك علاقة بين تناول السمك والحالة الذهنية والنفسية العامة، فهو ذو تأثير إيجابي فيهما ويلعب دوراً متميزاً في الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، بشكل خاص.
وكانت الاحصائيات قد أثبتت وجود علاقة عكسية بين استهلاك السمك والإصابة بهذا الاكتئاب تزداد ارتفاعاً، كلما انخفضت مستويات استهلاك السمك، ففي جنوب أفريقيا مثلاً، حيث يتناول الفرد ما معدله 3.85 كيلو غراماً من السمك في السنة، تعاني ربع النساء من اكتئاب ما بعد الولادة، أما في سنغافورة، حيث يستهلك الفرد حوالي 36.5 كيلو غراماً من السمك في السنة، فإن 0.50٪ فقط من النساء يعانين من الاكتئاب المذكور.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، حيث يستهلك الفرد حوالي 21.7 كيلو غراماً من السمك، بلغت نسبة النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب 11.1٪.
من جهة ثانية، تبين للبحاثة أن حليب الأمهات، اللواتي يأكلن الكثير من السمك، يحتوي على مستويات عالية من حمض DHA، وهو نوع من أنواع أحماض أوميغا-3 الدهنية الضرورية لنمو وتطور أعصاب العين وخلاياها، لذلك سمحت إدارة الدواء والغذاء الأميركية مؤخراً بإدخال هذا الحمض في تركيبة الحليب المخصص للرضع.
وكانت دراسة أميركية خصصت لتقييم فوائد أحماض أوميغا-3 الدهنية على الأطفال، قد أظهرت أن إضافة حمض DHA وحمض الأراشيدونيك إلى تركيبة حليب الرضع، تنمي الحركة والكلام لدى الأطفال وتزيد من قوة الإبصار.
ويقول الدكتور أندرو ستول، من مستشفى ماكلين في بوسطن، إن هناك أدلة تشير إلى أن حمض DHA والأحماض الدهنية المرتبطة به يمكن أن تساعد في تفادي حالات الاكتئاب الشديدة والاضطرابات الأخرى مثل انفصام الشخصية.
وينصح الأطباء بتناول السمك، على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، أما إذا تعذر ذلك، فينصحون بتناول قرص من زيت السمك (غرام واحد) يومياً.