واستهداف قوات الجيش والامن مرورا باستعمال نهج الاغتيالات وصولا الى عمليات التفجير الانتحارية وارتكاب المجازر خدمة للمشروع الغربي الساعي لاستهداف سورية.
ويستذكر السوريون اعلان الحرب الذي أطلقه المدعو يوسف القرضاوي من خلال دعوته هدر دماء ثلث الشعب عبر منبر أحد المساجد في قطر ليفتح المجال أمام تلامذته السائرين في نفس الخط الاجرامي المتطرف للتباري في اصدار فتاوى ودعوات القتل التي راح ضحيتها الابرياء ممن قضوا بتفجير هنا او مجزرة هناك أو حتى ذبحا أو اغتيالا باسم الدين متخذين من القنوات الاعلامية والتكفيرية منبرا لهم.
ويرى مراقبون أن دور رموز الفتنة الوهابية كان حاضرا منذ ما قبل انطلاقة الازمة السورية عبر تخصيص وتمويل قنوات متطرفة بالتزامن مع استغلال قدسية دور العبادة لاطلاق شعارات وعبارات تحريضية لاغراض سياسية ما لبثت أن تحولت الى شعارات تكفيرية غريبة عن المجتمع السوري وأصبحت تحركات على الارض استباحت الاعراض والمؤسسات العامة والخاصة بالتخريب والحرق قبل اطلاق العنان لشهوة الدم الذي اعتبر المحرك الاساس للفوضى واستمرارها.
تغييب العقل وتحريك الغرائز كان واضحا في فتاوى شيوخ الفتنة الوهابية التي استهدفت الشرائح الجاهلة علميا ودينيا وقامت بالتحريض وبث الفرقة بين أبناء الوطن وصورت الاعمال الارهابية للجماعات المسلحة بأنها أعمال بطولية يأمر بها الدين مما غرر ببعض الشباب ودفعهم للسير في هذا الطريق الذي رسمه شيوخ الوهابية التكفيرية الامر الذي أدى لنتائج مأساوية ومروعة حملت عناوين بشعة لم يعتد عليها الشعب السوري من قبل.
ورغم التحذيرات التي أطلقها العديد من علماء الدين في العالم العربي وانتقادهم لاستباحة دماء السوريين بالفتاوى الوهابية التي تخدم مصالح أعداء الامة واصل شيوخ الفتنة اطلاق تعليماتهم وأوامرهم الداعية للقيام بالتفجيرات والعمليات الانتحارية واعطاء تراخيص القتل لكل من يخالف نهج التطرف والارهاب الذي يدعون اليه بغية اسقاط الهوية السورية و استباحة دماء شعبها.
وتحت هذا النهج التكفيري الاسود تم اغتيال الشيخ الدكتور محمد أحمد عوف صادق إمام جامع أنس بن مالك بعد أن دعا أبناء الشعب السوري للوقوف في وجه الفتنة والرجوع الى أحكام الله التي حرمت القتل واستباحة الدماء ليصدر خفافيش الوهابية أوامرهم للجماعات المسلحة العاملة وفق توجيهاتهم لقتله فقط لانه قال كلمة حق في وجه عربدتهم.
وفي مثال آخر يعبر عن غياب العقل الذي يحمله متبعو شيوخ الوهابية وتنفيذهم للعمليات الدموية التي لا تفرق بين صديق أو قريب أو حتى شقيق تلخص الجريمة المروعة التي ارتكبها الارهابي محمود رابعة منذ أيام بحق شقيقته وابنها في منطقة الكسوة بريف دمشق فقط لانهم رفضوا ارهابه وجرائمه بحق الوطن فقام بذبح شقيقته البالغة من العمر 50 عاما بعد أن قام بذبح ابنها أمام عينيها واختطاف ابنها الاخر واحراقه بالزيت.
ويعتبر محللون أن الفتاوى التكفيرية الوهابية كانت جاهزة لاشباع حقد أعداء سورية واستخدمت كورقة دموية بيد ممالك النفط الراعية لرموز القتل والتحريض من خلال تغطية اعلامية مضللة واكبت برامج وندوات شيوخ الوهابية الدموية التي أطلقت التعليمات لتصعيد الامور وتوفير غطاء للمجموعات الارهابية المسلحة تحت ستار رخص تشرع ما حرمه الله وأديانه السماوية.
سياسيا استخدمت فتاوى الوهابية للتصعيد والانتقام بعد كل فشل أو هزيمة حيث كانت رموز الفتنة المدعومة من مشيخات النفط وعلى رأسهم السعودية وقطر توعز بتصعيد الارهاب لهدر دماء السوريين وهو ما ظهر واضحا من خلال التفجيرات الارهابية التي ضربت دمشق وحلب لاكثر من مرة كعقاب جماعي يحاول قتل ارادة السوريين واشباع غريزة الانتقام من صمودهم الذي لم يهتز على مدى أشهر المؤامرة.
وتأتي في هذا السياق المجازر التي ارتكبت في حمص وبعض المحافظات السورية وراح ضحيتها عائلات بأكملها تزامنا مع جلسات مجلس الامن التي حاولت الولايات المتحدة الامريكية وقوى الغرب استغلالها لاستصدار قرار يسمح بالتدخل في الشؤون السورية واثارة الرأي العام واستغلال الدماء في الضغط على أصدقاء سورية الذين منعوا الجنوح العدواني لتلك القوى.
ويرى محللون أن قوى الغرب الاستعماري جندت أدواتها في ممالك النفط لخدمة مشروع تغيير المنطقة واستهداف سورية وهو ما وجد به أمراء وملوك مشيخات الخليج الخائفون من اهتزاز عروشهم فرصة لتحريك أصابع التكفير والارهاب التي رعوها ودعموها منذ نشأتها لارضاء القوى الغربية التي يستمدون شرعية حكمهم منها من جهة ولتحقيق بعض المكاسب السياسية من خلال سيطرة الفكر الوهابي الذي يمولونه وينفذ تعليماتهم من جهة أخرى.
وبالنتيجة ورغم كل ما سبق نرى أن فتاوى شيوخ سفك الدماء بشرعنة الارهاب والاجرام التكفيري ضد السوريين بدعم علني من أنظمة الخليج فشلت في فك شيفرة الصمود والانتماء لدى السوريين الذين أعلنوا تمسكهم بوحدتهم وهويتهم القائمة على المحبة والسلام والتسامح التي تدعو لها جميع الاديان.