الى ان انعقاد القمة العربية في بغداد اواخر الشهر الحالي يأتي في ظل خلجنة سافرة تستقوي بسلاح النفط والقواعد العسكرية الامريكية .
واستهجن الكاتب سيطرة قطر على قرارات معظم الدول العربية اضافة الى محاولة المحورالسعودي الفاقد للصدارة للهيمنة علي الوقود السلفي عبر جماعات وهابية مقاتلة تنتشر على خطوط النار من طرابلس الى اليمن الى دمشق.
وقال ساخرا ان امارة الدوحة الصاعدة ومملكة آل سعود الجريحة اتفقتا رغم العداء المستحكم بينهما على استثناء البحرين من موجة الثورات حتى لا تطول التغييرات السياسية منطقة البترودولار وبين هذا وذاك جامعة عربية فقدت تقريبا كل شرعية وصارت رجع صدى للمتنفذين دوليا واقليميا او هي مجرد وكيل تسويقي للمخططات القادمة.
وأكد الكاتب التونسي ان سورية ستكون الغائب الاكبر عن القمة صاحبة الشأن منطقيا في مناقشة العرب لاوضاعها الداخلية ماسيجعل محور الخليج امام فرصة سانحة لتمرير مخططاته ضدها لافتا الى ان ظروف انعقاد القمة العربية المفترضة تتسم بهيمنة الملف السوري الذي لن يكون اخر محطات اعادة الجدولة الامريكية للشأن السياسي العربي.
ولفت الى انه حتى بقية جدول الاعمال الذي اعلنه نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية فلا يعد ان يكون ترديدا معادا لاسطوانة قديمة هي تطوير العمل العربي المشترك مؤكدا ان كل هذه المقطوعات الشعاراتية التي الفها العرب في قممهم لن تصلح للتعمية على الحيثيات الخطيرة التي تحيط بالمنطقة العربية وعلى التغيير الجوهري الذي حصل في خارطة القوى الفاعلة داخلها.
واعتبر الكاتب ان الحضور الخليجي في هذه القمة متأكد وجلي حيث سيحضر أمير قطر باعتباره المهندس الفعلي بالوكالة للقمة لحظوته الامريكية من جهة ولنفوذه المتنامي على محيط ما يجري في عدد من الدول العربية من تحركات وتغيير من جهة اخرى.
ونبه الى ان السعودية ستكون حاضرة بقوة للعمل مجددا على اقتلاع قرار بتسليح المعارضة السورية طرحته سابقا خلال ما سمي بمؤتمر اصدقاء سورية الذي انعقد بتونس مضيفا ان الحضور المتوجس او المتردد او الحضور بادنى نسبة من التمثيل الدبلوماسي يلوح في افق اكثر من دولة تعيش اوضاعا ملتبسة كليبيا ومصر واليمن وتونس ولكن في كل الحالات لا ينتظر من كل هذه الدول المنتمية لمنطقة الثورات الا ان تكون صوتا مزكيا لمحور الدوحة.
واشار الكاتب الى انه بالمقابل قد تحضر السودان بدون رئيسها وقد تحضر الجزائر متوجسة بقوة من دور قطري ترتاب في انه يحاول الحاقها بمنطقة الاضطرابات والتغييرات كما قد تحضر موريتانيا بذات الدرجة من التوجس وهي التي خرج منها امير قطر شبه مطرود بعد ان عابت عليه نواكشوط التدخل في الشأن الداخلي الموريتاني كما قد تحضر فلسطين بهاجس الانقسام السياسي داخلها وبهاجس الاستقطاب القطري لحماس.
واكد الكاتب ان هذه الصورة العربية للقمة تبدو مفككة الاوصال منقادة في جملتها الى القبول باملاءات الولايات المتحدة ومنجرة الى الاصطفاف مع اجندتها في ما يشبه الحرب الباردة فيما الصورة الدولية للقمة العربية تتوزع بدورها في افق مؤثرات جيواستراتيجية شديدة الدقة والخطورة وخاصة ان الولايات المتحدة استدرجت دول الجامعة العربية الى نقطة تضاد جوهري مع قطبي الفيتو المزدوج روسيا والصين وهما اللتان منعتا الى الان اي تسرب الى مثلث الممانعة سورية وايران وجنوب لبنان .
ولفت الكاتب الى ان روسيا والصين ادركتا ان تهديد سورية واجتياحها يشكل بداية مخطط لتركيع الشرق الاوسط وتقوية شأن اسرائيل فيما نسي بعض العرب ذلك وبعضهم تناسوه عمدا وبعضهم انخرط في المخطط من باب التورط والاستتباع ولذلك فان قمة بغداد ستنعقد في محيط استقطاب احادي قد لا يجعل منها سوى فريسة سياسية للاطماع الاستعمارية الجديدة فهي تدور في بلد خربه بول بريمر الحاكم المدني الامريكي في العراق وفي حيثيات صنعها البترودولار وفي مرحلة حضور صوري للجامعة العربية التي يفترض بموجب بروتوكول الاسكندرية عام 1945 ان تمنع اي سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية او دولة من دولها والحال ان هذه القمة ستنتهك سيادات دول عربية لن تكون سورية اخرها.
وتساءل الكاتب فيما اذا كانت هذه القمة ستشكل اخر القمم العربية او فيما سيكون مجلس التعاون الخليجي هو الهيكل الجديد للعمل العربي المشترك بعد ان يستوعب في بوتقته بلدانا عربية غير خليجية.
وفي سياق متصل قال رفيق عبد السلام بو شلاكة وزير الخارجية التونسي المؤقت في حديث لصحيفة الشروق التونسية ان تمثيل بلاده لم يحسم بعد بين الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي ووزير الخارجية.