تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أهم محطات النصر الاستراتيجي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي

متابعات سياسية
الإثنين 6-10-2014
منير الموسى

لا تزال مهمة الكيان الصهيوني شن الحروب دوماً بالوكالة عن أميركا وعن الحلف الاستعماري في أوروبا، ومنذ النكبة حتى مطلع السبعينيات كان هذا الكيان رأس الحربة الإمبريالية في ضرب استقرار المنطقة،

وسجلت حرب تشرين الانتصارات الكبرى الأولى على حلف الاستعمار رداً على الكيان المعتدي وداعميه من لحظة إعلان القيادتين في سورية ومصر أن الغاية من الأعمال العسكرية هي تحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 . دول الغرب زجت بكل ثقلها للوقوف إلى جانب الكيان الصهيوني لحمايته من التصدع والتفكك لأن المستوطنين حزموا حقائبهم للعودة إلى البلاد التي قدموا منها إلى فلسطين المحتلة والحكومة الصهيونية وجنرالات جيش الاحتلال أصيبوا بصدمة جعلتهم يتخبطون بفعل الهزيمة، فانهارت المعنويات الإسرائيلية لتتدخل الدول الغربية الراعية للكيان الصهيوني وترمي بكل ثقلها وخاصة واشنطن لمنع انهيار الكيان المصطنع من السقوط، وخاصة بعد انهيار الدفاعات الإسرائيلية والضربات الجوية لمواقع جيش الاحتلال وعبور خط بارليف وخط آلون واستخدام سلاح النفط بمواجهة رعاة الكيان الصهيوني.‏

يقال إن حرب تشرين فاجأت إسرائيل، والحقيقة إذا فوجئ المستوطن الصهيوني بهزيمة جيش الاحتلال فلأنه اعتاد سماع قادته يتبجحون بأن جيش إسرائيل لا يقهر، هذه هي المفاجأة: هزيمة قوات النخبة الإسرائيلية وسلاح الطيران مع فشل استخباري موسادي ذريع إلى حد الإذلال، وكانت القيادة الإسرائيلية تنوي الاستسلام وإعادة الأراضي العربية المحتلة حتى حدود 1967 لولا تلقيها دعم الأنظمة الغربية وعلى رأسها أميركا وتدخلها عسكرياً إلى جانب إسرائيل بعتاد مع طواقمه إضافة إلى مؤازرة الأسطول السادس الأميركي. ثم عاجلت الدول الغربية إلى تبني القرار 338 في مجلس الامن القاضي بوقف إطلاق النار، والدعوة إلى تنفيذ القرار رقم (242) بجميع أجزائه بما فيه من إرجاع للأراضي العربية المحتلة عام 1967، على أن تبدأ مفاوضات بهدف إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.‏

الغرب الراعي للكيان الصهيوني فرض في المنطقة عبر مجلس الأمن نظاماً إقليمياً في المنطقة استمر 38 عاماً بعد حرب تشرين من خلال ما سمي قواعد الاشتباك على جبهة الجولان، وأدخل المنطقة في مفاوضات عبثية هي أبعد ما تكون عن تنفيذ القرار 242، ولم تتوقف انتهاكات الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين والعرب، بل اجتاح الكيان الغاصب بيروت عام 1982 مدعوماً من نفس الحلف، ولكنه خرج بفعل ضربات المقاومة والجيش العربي السوري في لبنان.‏

وبعد أن تبدى لدول الاستعمار الغربية أن الهزائم تلاحق هذا الكيان في حروبه ولا سيما هزيمتي عامي 2000 و2006 في لبنان، وهزيمة 2008-2009 في غزة، وعجزه عن محاربة محور المقاومة غدا لزاماً على الحلف الأميركي الغربي إما أن يشن حروبه بالأصالة عن نفسه وإما أن يبحث عن وكيل أو وكلاء آخرين جدد يشنون له حروبه لاستعادة السيطرة على المنطقة بعد التغيرات التي طرأت عليها جيوسياسياً، ولا سيما بعد احتلاله العراق بشكل مباشر ثم خروجه مهزوماً، ووشوكه على الانسحاب من أفغانستان، فكان في المنطقة أكثر من وكيل إضافة إلى إسرائيل : الجيل الجديد من حكام الخليج الذين قدموا كل ولاءات الطاعة لإسرائيل وللحلف الغربي الاستعماري، والجامعة العربية وإرهابيو القاعدة وغطاؤهم السياسي المتمثل في كل الخونة والعملاء الذين ضمهم مجلس اسطنبول وائتلاف الدوحة.‏

سجل التاريخ بأحرف من نور بطولات شهداء تشرين ورجالاتها الذين تعلم منهم الأبناء البطولة والشجاعة والثبات في معارك الحق. وهذا اليوم دأب بواسل الجيش العربي السوري أبناء أبطال تشرين الذين يتصدون لعدوان الناتو الذي يستهدف سورية. وقد أنتجت روح تشرين جيلاً من خيرة مقاومي الأرض على الإطلاق، كما عوّمت كل الخونة والمتآمرين.فكل وكلاء أميركا لم يستطيعوا هزيمة سورية بعد خروج مصر من المعركة بعد اتفاقيات كامب ديفيد، سورية التي واجهت عدواناً عالمياً وسيحكم التاريخ أنها ما زالت تنتصر على المشروعات الأميركية، إذ إن كل انتصارات المقاومة العربية في المنطقة ممهورة ببصمة سورية، وما زالت أميركا تبحث في ضرباتها ضد تنظيم داعش الإرهابي بزعم مكافحة الإرهاب عن معادلة جديدة تضاف إلى معادلة البترو دولار لإنقاذ نفسها من الإفلاس المالي التام بعدما اصطدمت خططها بوقائع المعركة على الأرض.‏

وبعد 41 عاماً نعلم أن قادة الكيان الحاليين يحملون في رؤوسهم ذكريات مريرة عن حرب تشرين، ذكريات شكلت في ضمائرهم الميتة تجربة لن ينسوها ما حيوا ولكن قدمت لهم خبرة في أن الحرب المباشرة مع سورية ومصر أمر ممنوع وتضامن العرب أو وحدتهم من المحرمات، وشق الصف العربي ضرورة والمحافظة على اتفاقيات كامب ديفيد أكثر من ضرورة. وخبروا أن اللعب بالنار مع محور المقاومة أمر خطير. وبقي لهم أن يلعبوا بأمن الأمة العربية بمساندة من حلف الغرب من خلال العودة إلى الحقبة الاستعمارية في المنطقة، وضرب الأمن العربي من خلال مرتزقة تنظيم القاعدة المرتبط ارتباطاً عضويا بالكيان الصهيوني وبحكومة أردوغان العثماني لتدمير مؤسسات الدول العربية من الداخل، وضرب استقرارها تحت اسم الربيع العربي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية