تأتي الذكرى والسوريون على امتداد الوطن فخورون بماقدموه وصنعوه, فلا أحد ينسى ذلك الانتصار المضمخ بالمجد التليد... المتوهج بألق البطولة والشهادة, والذي حث العديد من الفنانين إلى صنع أعمال فنية تواكب المعركة في السينما والمسرح والتلفزيون... وحرّك أقلام الشعراء والأدباء والمبدعين لينثروا كلماتهم المؤثرة في كل مكان... فها هو الشاعر الدمشقي (نزار قبَّاني) يتغنَّى بالنصر في حرب تشرين متسائلاً عن سر هذا الجمال الذي حققه الانتصار فيقول:
جاء تشرين.. إن وجهك أحلى
بكثير ما سِرُّه تشرين؟!
كيف صارت سنابل القمح أغلى
كيف صارت عيناك بيت السنونو؟!
يا دمشق البسي دموعي سواراً
وتمنَّي.. فكل صعب يهون
وضعي طرحة العروس لأجلي
إن مهر المناضلات ثمين
كلُّ ليمونة ستنجب طفلاً
ومحال أن ينتهي الليمون
أيضاً الشاعر (سليمان العيسى) شاعر الطفولة والعروبة الذي تربينا على صدى أشعاره... فكان لأبطال تشرين الذين خلّدَتهم بطولاتهم الرائعة على جبين الوطن، نصيب من قصيدته التي سطرها وقال فيها:
على أقدامنا سقط المحال
وأورقت الرجولة والرجال
سرايا من ترابك يا بلادي
نبتنا من شموخك ما نزال
ولبيناك يا تشرين سلها
تلال النار تذكرنا التلال
مشينا والصواعق في خطانا
وعشب القادسية والظلال
إن حرب تشرين التحريرية فتحت الأبواب مشرّعة لانتصارات لاحقة, فالسوريون ما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم... ولا يغير هذه الحقيقة الراسخة نفوس وعقول ملوثة، جاءت لتقتل وتخرب وتدمر, ظناً منها أنها تحاول وتدّبر وتخطط لتفريقنا وتقسيمنا, ولكن هيهات فهم عابرون عابرون, ونحن أصحاب الحق و القضايا العادلة والتضحية كي تحيا الأجيال القادمة...ونحن صانعو حياتنا لا مجرد عابرين فيها! أما أنتم فستبقون في الزوايا المنسية.