تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية.. لكِ الروح وعدٌ لن نخلف فيه أبداً..

مجتمع
الإثنين 6-10-2014
غـانـم مـحـمـد

لأننا وجذور الشمس في يدنا، نقاتل الحلكَ الباغيَ سننتصرُ... هكذا تحدّث شاعرنا الكبير سليمان العيسى باسم كل السوريين، وبعد عقود من الزمن نردّد مع العيسى هذا التأكيد لأننا نمسك بجذور الحق ولأننا نبحر بإيمان الشعب بالله وبالوطن والأرض فمن يهزم هذه القوى؟

كان موعد النصر الأول في تشرين 1973، خرج الإنسان العربي السوري من إحباط عقود مضت ليعلن نفسه سيداً قوياً معتزاً بالانتماء لهذا البلد وليضع حداً لغطرسة صهيونية مال إليها الكثير من العملاء ومن دول تحالف العدوان آنذاك ولم يؤمن بصوت الحقّ العربي آنذاك إلا القليلون ولكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها اضطر آخرون للاعتراف بحق الإنسان العربي في الحياة وفي الدفاع عن نفسه متأثرين بالنتائج الباهرة لحرب تشرين التحريرية التي خطط لها وقادها القائد الخالد حافظ الأسد طيّب الله ثراه، والذي تنبّه ونبّه إلى أن عدونا لن يعترف بهذا النصر وإنه سيستغل اي فرصة للانقضاض على نتائج حرب تشرين التحريرية وأن معركتنا مع هذا العدو هي معركة وجود لا معركة حدود أي أنها ستستمر طويلاً وعلينا أن نعدّ جيلاً مؤمناً بحقه وقادراً على الدفاع عن هذا الحق، وجاءت الأحداث المتلاحقة لتؤكد ما ذهب إليه باني سورية الحديثة وكثرت الأعمال العدائية ضد الأمة العربية في لبنان والعراق وغزة، وفي كل مرّة كانت قطعة من الجسد العربي تتفتت أو تنسلخ عن جسدها الأم إلى أن كانت الألفية الثالثة والتي فقدنا في مطلعها الزعيم الخالد حافظ الأسد لكن « مامات منّا سيدّ إلا جاء سيّد قؤول لما قال الكرام فعولُ» فوقف الشعب العربي السوري كله خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد في الوقت الذي اعتقد فيه أعداء سورية أن الفرصة سانحة للانقضاض على النهج السوري المنحاز للشعب والمقاوم لقوى الطغيان ففشلوا المرّة تلو الأخرى إلى أن كانت بدعة «الربيع العربي» وظنّوا أنفسهم أذكياء فبدؤوا من تونس ومصر وليبيا واليمن، وكل الهدف هو سورية فساقوا إليها رعاع مرتزقتهم وزودوهم بكل ما من شأنه إيقاف الحياة في سورية، وكما كانت المواقف بداية حرب تشرين التحريرية كانت المواقف بداية الأزمة السورية بل وزادت سوءاً بفعل إمبراطوريات إعلامية جنّدت كل طاقاتها لحشد رأي عام عالمي ضد سورية لكن وكما كان النصر في تشرين جلياً واضحاً فإن النصر في هذه المعركة الوجودية سيكون أكثر وضوحاً وأكثر تأثيراً لأن نتائجه لن تقتصر على سورية بل سيعيد رسم خارطة العالم من جديد وسيعيد توزّع وتمترس المواقف في هذا العالم المضطرب..‏

أدوات النصر في تشرين 1973 هي نفسها أدوات النصر في العقد الثاني من الألفية الثالثة، إنسان سوري مؤمن بالله وببلده ولا يرضى عنه بديلاً، ومقاتلٌ نذر نفسه لله وللوطن شعاره «وطن شرف إخلاص» وقيادة ولدت من رحم الشعب والتزمت بقضاياه، وها هي مطالع هذا النصر تفرض وجودها وتزيح من طريقها كل متاريس التكفير والإرهاب، وبإمكان الغرب المتغطرّس ومن دار في فلكه من عربان أن يدركوا هذه الحقيقة لو منَّ الله عليهم بالبصيرة لكنهم في طغيانهم يعمهون...‏

على وقع «خبطة قدمكم ع الأرض هدّارة.. إنتو الأحبة وإلكم الصدارة» يمضي بواسل جيشنا العربي السوري في حصد الإرهاب في كل شبر من أرض سورية المقدّسة، يحصدون الشرّ ويزرعون الأمل، يجتثون الحقد ويبذرون المحبة والآمال، وعهدهم دائماً ألا يتراجعوا وفوق هذه الأرض إرهابي واحد، أما عهدنا لهم فهو أن نبقى الخزّان الذي يمدّ صفوفهم بالرجال المؤمنين والقلب الرحيم الذي يحتضن نزفهم والمشهد الجميل الذي يبارك أعراس شهادتهم..‏

هكذا تتجدد مطالع تشرين 1973 فينا، وهكذا نقدّم صورتنا للعالم بأسره من الطيّار البطل حسن الكردي الذي فجّر نفسه في عمق العدو الصهيوني إلى البطل الطيّار ماجد نصرة الذي استشهد قبل أيام ورفض أن يتخلّى عن طائرته بعد أن نفّذ مهمته وعلم بوجود عطل في محرّك الطائرة فقرر أن ينقذ طائرته وألا يقفز منها فإما يعود وإياها وإما يعانق الشهادة فكانت له..‏

هكذا تحضر نفحات تشرين فينا، الشهادة أعراس نتسابق لإقامتها ونتفاخر بمن يسبق الآخر إليها، وزغاريد النساء في حضرتها تزلزل الأرض وتجعل نجوم السماء تتراقص فرحاً باستقبال الشهداء الأبطال..‏

سوريانا حبيبتنا، أنتِ الأغلى والأحلى، لك الروح وعدٌ لن نخلف فيه أبداً، لك الولد عربون محبة وولاء، ويكفينا منكِ أننا ننتسب إليكِ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية