تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من صنع أمجاد تشرين التحرير .. لن تعجزه أمجاد أخرى..

مجتمع
الإثنين 6-10-2014
غ. س

للذين طوقوا الوطن بياسمين الأمل وعطر الكرامة وأزهرت عطاءاتهم انجازات وانتصارات عظيمة..

للذين خاضوا أنبل معارك الشرف والكبرياء في حياة هذه الأمة، وسجّلوا في ذاكرة السادس من تشرين الأول لعام 1973 أول أبجديات الاستقرار السياسي عندما تعزز دور الجيش العربي السوري في عملية البناء العسكري، ليس على مستوى سورية فقط وإنما على مساحة الوطن العربي بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى، حينما عزّز هذا الجيش بجهوده المكثفة شعار الجيش للحرب والإعمار، فكانت النتيجة أن ارتبطت القوات المسلحة منذ تأسيسها ولاسيما بعد قيام ثورة الثامن من آذار عام 1963 بأهداف الشعب والجماهير، فأخذت تدافع عن أمن الوطن وحدود تطوره وتطلعاته من خلال حماية مكتسبات وآمال وطموحات الشعب العربي السوري التي أرست معالم الهدوء والاستقرار لسنوات طوال .‏

تشرين الكرامة‏

في هذه الذكرى العظيمة لحرب تشرين الكرامة والتحرير جميعنا أدرك ويدرك لغاية اليوم أهمية النتائج الإيجابية لهذه الحرب البطولية وللنجاحات القتالية التي حققتها قواتنا المسلحة على العدو الصهيوني وكيف كانت الأشهر الثلاثة المتواصلة من عمر الحرب، إذ لم يترك خلالها جيشنا الباسل للقوات المعادية دقيقة واحدة ترتاح فيها من ضرباته الموجعة والتي أثمرت عن تحرير مدينة القنيطرة التي احتلها الصهاينة إثر عدوان 1967‏

لذلك كله نجد الكيان الصهيوني مازال متعطشاً غاية العطش حتى هذه الأيام للانتقام من الروح السورية الأبية والإرادة القوية التي جسدها أبناء الوطن من مرتبة الشرف والوفاء والإخلاص للوطن، عنواناً وشعاراً هدفاً لجيشنا وقواتنا المسلحة بجنوده وضباطه وصف ضباطه، وجدنا كيف يدعم هذا الكيان الغاصب العصابات الإرهابية المسلحة بشكل مباشر في المساحة الجغرافية المحيطة بالجولان السوري المحتل من قرى وبلدات وغيرها من المناطق في محيط محافظة القنيطرة المحررة، وهذا ماهو إلاّ دليل واضح على وجع هذا الكيان الكبير وصدمته التي أدخلته في حسابات الرهانات الطويلة من أن سورية بجيشها وشعبها وقيادتها ونهجها السياسي العروبي والقومي جعلت هذا الكيان يعيش حالة قلق دائمة، رغم دمويته وعنصريته وتفشي استطالاته الاستخباراتية وأذى أدواته على كامل الكرة الأرضية.‏

فمن نشأ وتربى ككيان مصطنع على الإرهاب والقتل واغتصاب الحقوق من أرض وعرض ومقدرات لايناسبه أو يلائمه حالة الأمان والاستقرار والتقدم والتطور التي تعيشها سورية رغم الإمكانات المادية المتواضعة.‏

طاولة التآمر‏

لذلك نجد كيف اجتمع اللئام من ذئاب ووحوش بشرية على طاولة التآمر الغربية والعربية، وعبروا كل الدروب المنحرفة والملتوية علّهم يحققون بعضاً من أهدافهم الدنيئة القائمة على الحلم والرغبة في تدمير سورية وتفتيتها بسلاح الإرهاب والتكفير والجهالة العربية والرجعية المتخلفة بعدما عجزت كل الأدوات والأسلحة الأخرى.‏

إنّ يوميات حرب تشرين التحريرية يخوض غمارها جيشنا وشعبنا كل يوم على مدار مايقارب الأربع سنوات من عمر العدوان على بلدنا ولكن بشراسة وتحد أكبر، لأنه ثمة كيانات اسرائيلية صهيونية متعددة الأوجه والعناوين من أصول وفروع معلنة ومتخفية تواجهها سورية الدولة الحقيقية التي بنت نفسها بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد على أسس من الوطنية الخالصة والعقيدة المؤتمنة لتكون مستعدة لتغيير هكذا لحظات، حيث تغير وجه العالم بفضل ثمار حرب تشرين الكرامة التي حدّدت الهوية ووجهت البوصلة حيث يجب أن تكون..‏

كسرت الرهانات الخاسرة وانتصرت لإرادة الشعب العربي السوري وجيشه الذي يفكك اليوم سلاسل وعقد الإرهاب وتخوم أركانه وزواياه في كل شبر من أرض سورية الطاهرة ،حيث الانجازات المتتالية في مناطق عديدة مهمة من ربوع سورية الحبيبة من الغوطتين الشرقية والغربية للعاصمة دمشق وفي حمص وحماة.. وإدلب وحلب والمناطق الشمالية الشرقية، رغم كل مايروج له مشروع تحالف العدوان من مستوى تحقيق أحلام وآمال في تقسيم سورية العصيّة على عيونهم وأبنائهم وكل مخططاتهم..‏

صانعو الانتصارات‏

فتحية الإجلال والتقدير الى كل رجال وفرسان وبواسل حرب تشرين التحريرية وصانع انتصاراته وقدراته القتالية الفذّة القائد الخالد حافظ الأسد الذي ورث سورية معنى الفضيلة والكرامة والشهامة والإباء.. وحافظ على هذه القيم السيد الرئيس بشار الأسد الذي يواجه اليوم أقذر حرب عالمية عرفتها البشرية ويستكمل مع شعبه الوفي وجيشه الأبي مسيرة سورية الحضارة والتقدم رغم كل هذا العدوان على البشر والشجر والحجر وكل شيء، محققاً مزيداً من العزّة والانتصار والفخار وكامل أفق الضياء للشهداء الأبرار الذين زرعوا الأرض الطيبة حباً وخيراً حين افتدوها بالأرواح الطاهرة وجادوا بالغالي والنفيس لغاية اليوم ليبقى الوطن مسيجاً بسياج الكبرياء والعنفوان، حيث ترسخت في صفوف قواتنا المسلحة الباسلة منذ تكوينها قيم البطولة والشهادة وغدت جزءاً لايتجزأ من البنية الفكرية والنفسية للمقاتل العربي السوري بفضل التربية الوطنية والأخلاقية والعقائدية التي تربى عليها في مدرسة الأسدالوطنية.‏

فمن روح تشرين ومن صفحاته المشرقة يشرق الضياء والأمل من جديد عبر سواعد وقبضات من وهبوا حياتهم للوطن الكبير.. جيشنا العربي السوري لك السلام والتحية والإكبار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية