لكن هذه النهاية لن تكون سوى بداية لفصل ثان من مسلسل بريكست الطويل، الذي يتمثل في المفاوضات المعقدة حول العلاقات المستقبلية التي ستربط لندن وبروكسل, ولاسيما فيما يخص التجارة, فيما تتزايد المخاوف داخل الأوساط الأوروبية من انتقال عدوى "بريكست" لباقي الدول, وأن يكون خروج بريطانيا بداية النهاية للاتحاد الأوروبي.
حيث تعتزم الحكومة البريطانية بزعامة بوريس جونسون، تطبيق قواعدها ولوائحها, وسن قوانينها التي تحكم العلاقات التجارية والاقتصادية مع أوروبا, وتستعد لفرض جميع الرسوم الجمركية على السلع القادمة من دول الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا, وذلك بعد أقل من يوم على "بريكست".
وأفادت صحيفة "الاقتصادية" صباح أمس، أن جونسون ينوي إجراء فحوص كاملة لتلك السلع، بدءا من العام المقبل، وذلك في محاولة لزيادة الضغوط على الاتحاد خلال المحادثات التجارية المقبلة.
ونقلت الوكالة عن مصدر بارز في الحكومة البريطانية قوله: نعتزم الفحص الكامل لكل واردات الاتحاد الأوروبي, تصاريح التصدير والتصاريح الأمنية والفحص الصحي للحيوانات وكل سلع البقالة، التي ستمر عبر نقاط التفتيش الحدودية, هذا سيضاعف التحدي على المستوى العملي عند الحدود في كانون الثاني 2021.
وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضي، بموجب اتفاق انتقالي مؤقت يبدأ فترة مدتها 11 شهرا يأمل خلالها رئيس الوزراء بوريس جونسون في التفاوض حول اتفاق للتجارة الحرة مماثل لما أبرمته كندا والاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك, اعتبرت مارين لوبان زعيمة حزب "التجمع الوطني" الفرنسي المعارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بداية لانهيار الاتحاد وقيام دول أوروبية مستقلة.
وكتبت لوبان على تويتر: يجب أن يكون يوم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بداية لبناء التحالف الأوروبي للأمم المستقلة، وهو ما ندعو إليه وما تريده الغالبية العظمى من الأوروبيين, سيبقى الاتحاد الأوروبي في التاريخ فشلا فادحا.