لا تتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله أمس: "وجد سلسلة من قرارات مجلس الأمن الدولي ويمكن بوضوح ملاحظة عدم توافق "صفقة القرن" معها، مشيرا إلى أن رفض الفلسطينيين للصفقة يجعلها "غير قابلة للحياة".
وكانت موسكو أكدت أن واشنطن لم تتشاور معها حول إعلان "صفقة القرن" جملة وتفصيلا وأن موقفها ثابت ولم يتغير حول ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وفي السياق ذاته أكد الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والتونسي قيس سعيد رفض بلديهما لما تسمى "صفقة القرن" وتمسكهما بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن تبون قوله خلال مؤتمر صحفي أعقب محادثات مع نظيره التونسي في العاصمة الجزائر أمس: هناك تطابق تام لموقف البلدين المبني على أساس رفض "صفقة القرن" والتمسك بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود سنة 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وفي بيروت أصيب عدد من المتظاهرين بجروح وحروق نتيجة إلقاء قنابل مسيلة للدموع عليهم من قبل قوى الأمن اللبنانية خلال تجمعهم في محيط السفارة الأمريكية ببيروت رفضا لما يسمى "صفقة القرن".
وبحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام فان قوى الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع بهدف إبعاد المحتجين عن محيط السفارة بعد ان تمكن بعضهم من تجاوز الأسلاك الشائكة التي وضعت على الطريق الرئيسية على بعد مئات الأمتار من السفارة ووصلوا إلى الباب الحديدي وألقوا عليه الحجارة.
وشهد محيط السفارة الأمريكية في بيروت أمس مظاهرة شارك فيها عدد كبير من المحتجين تحت شعار "تسقط صفقة العار" رفضا لـ"صفقة القرن".
ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية والفلسطينية وأطلقوا الهتافات المنددة بالإدارة الأمريكية مؤكدين أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية وان الصفقة ستسقط أمام ارادة الشعب الفلسطيني كما سقط من قبلها وعد بلفور وغيره من المؤامرات.
بالتوازي أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن ما تسمى "صفقة القرن" ولدت ميتة وهي باطلة لا قابلية لها للتطبيق.
وقال قاسم في كلمة أمس إن الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة المقاومة لن تمرر هذه الصفقة ولن تسمح للعدو الإسرائيلي الذي يحتل الأرض بأن يمرر مخططاته ومؤامراته، لافتاً إلى أنه لا مكان لكيان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة وبين شعوبها.
بدوره أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن أول رد حاسم على "صفقة القرن" هو الإجماع الفلسطيني في موقف واحد لرفضها مبيناً أن هذا الإجماع هو الحصن الأول للحق الفلسطيني أمامها.
واعتبر أن لبنان هو أول المتضررين مما تسمى "صفقة القرن" لأنها تعني اعترافاً أمريكياً باحتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
من جانبه دعا رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل مصطفى الفوعاني إلى موقف عربي حازم تجاه مؤامرة "صفقة القرن" وخصوصاً أن أمتنا لن تسمح بتصفية فلسطين وستبقى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية وعاصمة الأحرار في العالم كما أن حق العودة لا مساومة عليه.
وشدد مسؤول العلاقات الخارجية والدولية في حزب الله عمار الموسوي على أن ما تسمى "صفقة القرن" مؤامرة كبرى وجريمة بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة. وأوضح الموسوي أن هذه الصفقة أعد لها لسنوات طويلة ومتفق عليها من كل الأحزاب والقوى وصناع الموقف والقرار والاستراتيجيات في الولايات المتحدة كما أن بعض الأنظمة العربية مؤيدة وداعمة وجزء أساسي من هذه المؤامرة التي لا تستهدف تصفية القضية الفلسطينية فحسب بل تهدف إلى إسقاط كل المنطقة.
وفي عمان أكدت الكتل النيابية في مجلس النواب الأردني رفضها لما يسمى "صفقة القرن".
واعتبرت هذه الكتل خلال جلسة عقدت أمس وخصصها المجلس لمناقشة ما يسمى "صفقة القرن" أن "هذه الصفقة باطلة ولا يمكن القبول بها" مشددة على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة المخططات الصهيونية التي تسعى لتهديد السلام في المنطقة.
وجددت الكتل رفضها لأي تسوية أو مخططات على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
كما أدانت طلائع حرب التحرير الشعبية- قوات الصاعقة ما يسمى "صفقة القرن" والتي تعد سرقة موصوفة لحقوق الشعب الفلسطيني وتجاهلا لمرجعية الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.
وأكدت قوات الصاعقة في بيان لها أمس أن هذه الصفقة محاولة مفضوحة لتصفية القضية الفلسطينية ودعم ممارسات كيان الاحتلال مبينة انها تستهدف المنطقة بأكملها والقوى المقاومة للاحتلال والظلم.
ودعت قوات الصاعقة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني ووقف التنسيق الأمني معه ومقاومة الاحتلال بكل السبل الكفيلة بتحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلدهم ووطنهم.
إلى ذلك يحاول حزب "الليكود" الصهيوني، تجنب الرفض الأميركي القاطع، للبدء بتطبيق ما يسمى "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب قبل انتخابات الكنيست، وذلك عن طريق عرضها على الحكومة الإسرائيلية.
وقال مسؤولون في الحزب صباح أمس إنه "من أجل تجنب الرفض الأميركي القاطع لفرض ما يسمى "السيادة الإسرائيلية" على مناطق في الضفة الغربية قبل انتخابات الكنيست، فإنه ينظر حاليا في إمكانية الحصول أولا على مصادقة الحكومة "الإسرائيلية" على خطة ترامب بأكملها، وليس فقط على بنودها التي جاءت لصالح حكومة الاحتلال. وأضاف المسؤولون، أن "الليكود" يتطلع من خلال هذه الخطوة، إلى تجنب معارضة الإدارة الأميركية لأن الأمر حينذاك لن يقتصر على مجرد فرض السيادة الإسرائيلية على بعض المناطق، بل هو مصادقة على الخطة برمتها.
أما فيما بعد، أي في المرحلة الثانية، يعتزم حزب "الليكود"، عرض قرار الحكومة فرض ما يسمى السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية، على جلسة الكنيست للحصول على مصادقته، حتى قبل موعد الانتخابات الوشيكة.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمقربين منه في الأيام الأخيرة إنه سيحاول دفع عملية فرض ما يسمى "السيادة الإسرائيلية"، حتى قبل موعد الانتخابات ولو على نطاق صغير وبطريقة محددة لمستوطنات إسرائيلية صغيرة في الضفة الغربية وذلك بدون المناطق المفتوحة المحيطة بها.