فإن حملة الانتخابات الرئاسية القادمة والتي ستنافس ترامب تنطلق اليوم وسط موجة من التكاتف لإزاحته من البيت الأبيض الذي لعب دوراً كبيراً في الوقوف إلى جانبه وضد إجراءات عزله والتهم الموجهة له.
أصداء ما قبل اليوم أو الساعات الأخيرة رصدت تسارع وتيرة الحملة الانتخابية في ولاية أيوا الأميركية أمس قبل انطلاق الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، إذ ضاعف المرشحون المحتملون للرئاسة تجمعاتهم ونجح بيرني ساندرز، صاحب الحظوظ الأوفر، في جمع الحشود الأكبر حوله.
وأمام قرابة ثلاثة آلاف شخص حضروا أول أمس اجتماعه في مدينة سيدار رابيدز، رفع ساندرز شعار "كل شيء يبدأ في أيوا"، بينما كان يتصدر استطلاعات الرأي، متقدماً على نائب الرئيس السابق جو بايدن، ورئيس البلدية السابق بيت بوتيدجيدج والسيناتورة التقدمية إليزابيت وارن.
وعلى غرار ساندرز، لم تحضر مرشحتان بارزتان الحملة لمشاركتهما في محاكمة عزل ترامب في "الشيوخ"، وهما إليزابيث وارن والمرشحة المعتدلة آمي كلوبيشار التي حلت في المركز الخامس في استطلاعات الرأي بأيوا، واعتبر ساندرز أنه المرشح الأقدر على إلحاق الهزيمة بترامب لأنه قادر على جذب ملايين الناس الذين لا يصوتون عادة.
ومع هذا الانطلاق التمهيدي دعي أكثر من 600 ألف منتسب للحزب الديمقراطي للإدلاء بأصواتهم اليوم في نحو 1700 قاعة خصصت لهم لإعلان خيارهم علانية من خلال التجمع تحت لافتة أحد المرشحين.
أما وارن فدعت أمام نحو 900 شخص في أيوا سيتي إلى التوحد لدحر ترامب، ورأت أنه "حان الوقت لنرى امرأة في البيت الأبيض".
وفي مؤشر إلى تصاعد التوتر مع اقتراب التصويت، تراجعت صحيفة مهمة في أيوا عن نشر استطلاع للرأي كان منتظرا أول أمس، وشكك فريق بيت بوتيدجيدج في طريقة إجراء هذا الاستطلاع.
وسط هذا التنافس للرئاسة وقرار "الشيوخ" المنتظر، كشف تقرير لمؤسسة "هيريتيدج" الأميركية، أن تحقيق مساءلة ترامب، الذي بدأه نواب الحزب الديمقراطي منذ كانون الأول الماضي، كلّف دافعي الضرائب نحو 3 ملايين دولار على الأقل.
هذه التكلفة وفقاً للتقرير تتضمن الإنفاق على رواتب 106 موظفين من العاملين في الكونغرس من لجان الاستخبارات والإشراف والإصلاح، إضافة للجنة القضائية ممن عملوا على الاستعدادات للتحقيق منذ 24 أيلول وحتى 13 كانون الأول الماضيين، متضمنة ساعات العمل لستة محامين مثلوا خلال جلسات الاستماع التي عقدت بمجلس النواب.
ومحاكمة عزل ترامب في خواتيمها بسبب رفض الأغلبية المؤيدة له بمجلس الشيوخ استدعاء شهود لسماعهم، إذ سيجري التصويت النهائي بعد غدٍ على التهمتين الموجهتين إليه، وهما استغلال سلطته وعرقلة عمل الكونغرس، ونظرا إلى أن إدانته تحتاج إلى أكثرية الثلثين في حين أن الجمهوريين، حلفاء ترامب في المجلس، يتمتعون بالأكثرية فيه، فإنه من المرجح أن يخفق "النواب" بمساعيهم لعزله.