«السلطان» يهدد بأذني الغضب وموسكو تبتسم على مسافات التقدم السوري إلى حدود ادلب..
فبماذا يتوعد رئيس النظام التركي إذا كان قد دخل أستانة وسوتشي من باب الظل العالي للإرهابيين وتعهد بفصل النصرة عن (المعتدلين )؟.. فذهب أي أردوغان (بحمار الوعود) فلا عاد ولا عادت وعوده... بل زادت نسبة ظهور (الجولاني) عند منعطفات الخسائر التركية.. ليخرج أمس متزعم النصرة بلباس (سلاحف النينجا) يستعرض العصائب الحمراء ويعلن وقوف قدمه العرجاء بجانب قدم «السلطان» الإخوانية.. فأي الإيدلوجيات المهترئة تناصره بشرائط التهريج الكرتوني وألعابها المتفجرة... وعن أي حلول سياسية يتحدث التركي إن أراد النزول عن شجرة التصعيد على بساط التفاهم مع موسكو وايران في سورية؟!..
لم يعد أحد يسمعه في الميدان السوري.. أردوغان فقد صوته في وصول البل العسكري لذقنه الهمجية في ادلب.. قد يعض بأسنانه على ورقة اللاجئين عل أوروبا تصرخ... فهي ورقة (الجوكر) في حسبانه.. يدخلها ويخرجها من لعبته بحسب حاجته للغش السياسي والإنساني.. لكن دمشق تعالج المراحل بالتراتبية وطالما أكدت على عودة اللاجئين من بوابات الوطن وليس من بوابة أردوغان للتغيير الديمغرافي والعبث باتفاق أضنة!!
الوضع الميداني في سراقب داخل ريف ادلب أكثر حسماً... الجيش العربي السوري يتقدم على جثث الأوهام التركية تشخص عيني أردوغان إلى ترامب عل الأخير يلتقط ورقة اللعب بالسلطان مع موسكو... تخذله واشنطن بالتشبث بالأوراق الكردية وبناء القواعد (الرملية) على شواطئ أحلام (كردستان).. الضغط الاقتصادي لترامب على منابع النفط السوري أقل خسارة له من النزول إلى حمام الميدان البارد مع أردوغان ...
فالرئيس الأميركي يصر على المنازلة مع دمشق وموسكو والعالم بالأسلحة الاقتصادية لكن المعارك السياسية والعسكرية ستبدو أقرب ما بعد ادلب، وما على ترامب إلا إطالة أمد اللعب داخل نقاط احتلاله في سورية لكسب مساحة للتفاوض تبدو ضئيلة أو حتى متلاشية مع تعاظم المقاومة الشعبية للسوريين وللعراقيين أيضاً...
أمام ترامب في هذه المرحلة تبدو ملامح المعركة أكثر شمولية.. فليست وحدها البزة العسكرية السورية أو العراقية أو كوفية المقاومة من تلاحق أوهامه.. هي سواعد الشعوب تضع يدها على الزناد يوم امتدت يدي ترامب إلى رغيف الخبز.. وتراب الدار.. ومسرى القدس..
فصفقة القرن ...فجرت الوجدان المشترك لشعوب المنطقة.... فهل سيحتمل ترامب الثالوث المقاوم المقدس بين سورية والعراق وفلسطين معاً؟...
من كان له ثأر وطني معه.. بات له ثأران... مرة في الميدان الشمالي السوري ومرة أخرى في الجولان وفلسطين المحتلتين.. وإن زرع نتنياهو ( طواحين إسرائيل) في الأرض السورية المغتصبة.. فليس إضراب أهلنا في الجولان سوى جزء من الرسالة بأن «الدونكشوت» الأميركي هو فقط من يراها تدور لمصلحة إسرائيل !!