ولعل إعلان ترامب قبل نحو عام بشأن الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني، كان المقدمة لإطلاق يد الاحتلال نحو تكثيف أعمال السرقة والنهب لأراضي وموارد أهلنا في الجولان المحتل.
مع انتقال المخطط الإسرائيلي بشأن إقامة نحو 52 مروحة هوائية تسلب أكثر من 600 دونم من أراضي أهلنا في الجولان، من مرحلة الإعداد والتخطيط إلى مراحل التنفيذ العملي، يعني أن حكومة الاحتلال تستغل المناخ المتخم بالعدوان والبلطجة الذي وفره ترامب عبر إعلانه السافر "للصفقة"، للإيغال أكثر في عمليات اللصوصية والسرقة الموصوفة للأراضي في الجولان المحتل، تماماً كما استغل العدو الصهيوني من قبل ولم يزل الحرب الإرهابية على سورية، وشارك في كل تفاصيلها وجزئياتها من حيث دعم الإرهابيين ورعايتهم، وشن اعتداءات متكررة لحمايتهم، للمضي قدماً في سياسته التوسعية واتخاذ العديد من الإجراءات العنصرية لتغيير الوضع الديموغرافي في الجولان المحتل واستنزاف موارده الطبيعية.
والإضراب الشامل الذي نفذه أهلنا في الجولان احتجاجاً على المخطط العدواني، وتوعدهم الاحتلال بمزيد من المقاومة والمواجهة، رد طبيعي على عربدة الاحتلال وممارساته العنصرية، وهو امتداد للمقاومة المستمرة المتجذرة في عروقهم، فهم لم يرضخوا يوماً لإرادة المحتل، ولم يستطع ذاك الاحتلال فرض أي إجراء بحقهم بفضل قوة إرادتهم وتشبثهم بأرضهم، ولثقتهم الأكيدة بأن الدولة السورية لن تتوانى عن بذل الغالي والنفيس من أجل تحرير كل شبر من الجولان المحتل.
الإجراءات الصهيونية المتسارعة، نحو تكريس الاحتلال وشرعنته، هي بكل تأكيد استكمال لمنهج دعم الإرهاب التي دأبت عليه منظومة العدوان - والكيان الصهيوني جزء أساسي فيها - منذ بدء حربها العدوانية على سورية، ولكن الوقائع ومعطيات الميدان تؤكد بأن أعمال البلطجة الصهيونية لن تفلح في فرض مشيئة المحتل، وبأنه في طريقه إلى الزوال عاجلاً وليس آجلاً، وخاصة أن أهلنا في الجولان انتصروا في معركة الهوية والانتماء، والأهم من كل ذلك أن الدولة السورية التي تراكم انتصاراتها على الإرهاب وداعمية، لن تعجز عن تحرير كامل الجولان في قادم الأيام.