تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثلاثيـــة الأبعــــاد..!

رؤية
الاثنين3-2-2020
سعاد زاهر

ربما هي في ذهني فقط..!

كيف أصبحت بعض مشاهد رحلتنا إلى طهران ثلاثية الأبعاد..؟‏

سمعنا عنها.. ثم رأيناها.. وأخيراً.. استفزت شيئاً ما لدينا، فبدأنا القراءة عنها، ومشاهدة فيديوهات وكل ما بإمكانه أن يعمق معرفتنا بها..!‏

بالطبع تحولت رحلة معرفية إلى بلد تمتد حضارته إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، تلمسنا خلالها دلالات مكثفة، ومن ثم بدأنا التوسع والتعرف على بعض المعالم التي شدتنا، ولاتنسى..‏

رغم أننا وصلنا إلى متحف الدفاع المقدس، والشمس بدأت تنحسر، وبالكاد أقدامنا تتمكن من حملنا إثر نهار سياحي متعب، إلا أننا ما إن بدأنا نتجول فيه حتى استعدنا نشاطنا ويقظتنا النهمة للمعرفة، المتحف الذي تمتد مساحته على أكثر من 21 هكتاراً، وإن كان يركز على الحرب الصدامية على ايران، كما كان يطلق عليها المترجم الذي رافقنا، إلا أنه يمتلئ بالفنون والإبداعات الإيرانية..‏

ولعل أكثر مايلفت النظر في المتحف الصور ثلاثية الأبعاد، والتركيز على الرؤية البصرية وبث تسجيلات صوتية من خلال مكبرات الصوت، إنه يهتم بالعرض البصري لمختلف الأحداث التي يوثقها، بطريقة ترسخ في الذهن، وتمتعك وتحرضك على معرفة مختلف الأبعاد لكل ماتراه..!‏

في برج ميلاد للسياحة لون آخر، إذ ماتعتقده تجارياً بحتاً، من خلال وجود المطاعم والأسواق والمقاهي، فجأة يتحول إلى إبداعي، وفني.. بل وحتى الرموز المتوضعة على قبة السماء الزرقاء التي تحكي خلاصة حضارة عريقة، يحكي كل رمز حكاية أو أسطورة، تعطيك ملمحاً من الثقافة الإيرانية القديمة.. ثقافة حاول القائمون على البرج أن تتواجد بأشكال شتى، سواء في معرض للأعمال الفنية و التاريخية، أو من خلال الكتب المعلقة على الجدران..‏

كل تلك الحكايا والفنون والإبداعات تقدم لنا.. كوجبة رئيسية في بعض أركان البرج، الذي صمم من أجل تقوية البث الإذاعي والتلفزيوني وتحسين خدمتي الاتصالات والإنترنت..‏

جسر الطبيعة ولأننا خسرنا مشاهدته باعتبار أن الوقت لم يسعفنا.. إلا أن عدم رؤيته أثارت بنا المزيد من الفضول المعرفي للقراءة عنه، ومشاهدة صوره..حتى لايبقى حسرة في قلوبنا.., لنكتشف أنه جسر غير مخصص لمرور السيارات, وأنه في أحد أركانه يمكن أن نزور حديقة الماء والنار.. وأن أمثاله قلائل إذ إنه لايوجد ما يشبهه إلا في بعض الدول الغربية..!‏

مانقشته تلك الرحلة في أذهاننا عفوياً، لم نكتشف عمقه إلا عندما عدنا إلى بلدنا وبدأنا بالتنقيب عن أبعاد جديدة لكل ما عايشناه عن قرب، لنفهم متعة أخرى لاتقل عن متعة الترحال والسفر ومعايشة الأمكنة عن قرب، وتغيير مزاجنا و الابتعاد عن الركون الفكري الذي استسلمنا soadzz@yahoo.com‏

">له..!‏

soadzz@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية