وتحتل سورية مرتبة جيدة في إنتاج الحمضيات بالمقارنة مع دول العالم المنتجة لها والبالغ عددها 104 دولة ، حسب دراسة مقدمة من (هيئة تنمية وترويج الصادرات) حيث إن البرازيل تحتل المرتبة الأولى عالمياً ثم دول البحر الأبيض المتوسط والولايات المتحدة الأمريكية والصين ...الخ . وتاريخياً ظهرت الحمضيات في القرن الثالث قبل الميلاد في دول جنوب شرق آسيا ومن ثم انتشرت في حوض البحر الأبيض المتوسط في أيام (الإسكندر الأكبر) و إلى دول العالم لاحقاً وتشكل من إجمالي إنتاج الفواكه العالمية بحدود 20% .
أمّا واقع الحمضيات في سورية فالدراسة تؤكدّ أن إنتاجها كان في بداية الخطة الخمسية العاشرة ، أي عام 2006 حوالي / 907/ آلاف طن وفي نهاية الخطة عام 2011 ارتفع إلى / 1100/ طن و المتوقع لعام 2013 هو /1134/ ألفاً طن ، كما زاد عدد أشجار الحمضيات من عام لآخر وتتنوع بين إنتاج كل من ( البرتقال - اليوسفي - الليمون - الكريفون ...الخ)
وتحتل سورية المرتبة الثالثة عربياً بعد مصر والمغرب و السابعة بين دول حوض البحر البيض المتوسط و الخامسة عالمياً في إنتاج (الكريب فروت) وتؤكد الدراسات الطبية أن الحمضيات السورية تتمتع بالمواصفات العالمية وتحتوي على أكثر من /170/ مادة مفيدة للصحة ومنها /60/ مادة مقاومة للالتهابات ومواد مضادة للأكسدة وتقلل من الإصابة بمرض السرطان والأزمات القلبية ولذلك تزداد الصادرات لأنها تلقى قبولاً من قبل المستهلكين في كل (الدول العربية - روسيا- أوكرانيا - الدول الأوروبية - إيران ...الخ)
ومما سبق يتبين لنا أهمية الربط العضوي بين الزراعة والصناعة ، أي (التصنيع الغذائي) أي إن مخرجات الزراعة هي مدخلات للصناعة ، أي تحديداً بدلاً من أن نقوم بتصديرها مواد خام فإننا نصنعها وبالتالي تزيد القيمة المضافة والربح المحقق وتستوعب المزيد من اليد العاملة فيقلّ معدل البطالة وتزداد قيمة الصادرات ويقل العجز في الميزان التجاري ويتحسن وضع ميزان المدفوعات....الخ . وهنا تظهر أهمية إنجاز (العناقيد الصناعية) لتصنيع كل المواسم الزراعية السورية وخاصة أننا نحتل المرتبة الثانية عالمياً بإنتاج الكمون واللوز والثالثة عربياً في إنتاج التفاح والرابعة عالمياً في إنتاج الزيتون والفستق الحلبي و السادسة عالمياً في إنتاج الكرز والحادية عشرة في إنتاج المشمش .
وانطلاقاً مما سبق نقترح (تعشيق الزراعة والصناعة) أي التكامل بينهما والتوجه نحو أسواق الدول الصديقة (العراقية والإيرانية ودول البريكس وفي مقدمتها السوق الروسية) و إن المعلومات والدراسات اللازمة لذلك جاهزة ومستعدون لتقديمها بكل سرور وامتنان لكل المهتمين وهذا سيساعدنا في التصدي للمؤامرة الخبيثة على بلدنا الغالي والتي نتلمس معالم نهايتها بفضل دماء الشهداء والتلاحم العضوي بين القيادة والشعب ودرته وجوهره جيشنا الرائع .