عندنا وحسب التقارير الحكومية والتصريحات والخطابات فإننا كلنا سعداء أو ... حتى أن بعض المسؤولين لا يقبلون أن نشكك بنسبة السعادة . طبعاً المسؤولون لا يختلفون عنا في بعض القضايا فهم كلهم سعداء ، وأجزم بذلك و دون استطلاع.
- ذات مرة روى لنا عجوز ( مكركب ) في الثمانين من عمره أنه كان في زيارة لابنه في إحدى الدول الغربية ، ومرض فجأة فطلبوا له الاسعاف . فحضر الاسعاف وأخذته إلى المشفى . حلف الرجل- وليس مضطراً- بأن طاقماً طبياً كاملاً كان في استقباله على باب المشفى . تماماً كما في عالمنا العربي ، حيث يموت المرضى في ممرات المشفى تحت الدعس . وقد يدخل المريض بسبب كسر في رجله فيخرج وقد أجروا له عملية توليد . بينما تدخل امرأة لأجل الولادة فتخرج ورجلها مكسورة وقد أعطوا ابنها لذلك المريض ، وقالوا له : مبروك ..
- حضرت فيلماً حيث تختطف طفلة في مركز تسوّق ، وخلال دقائق حضر جيش من الشرطة والمحققين . الشرطة تبحث وتتابع شرائط الكاميرات وبعض المحققين ذهب إلى بيت الطفلة ليحققوا عن عالمها وعادتها ومما تخاف ، ودخلوا إلى غرفة نومها وكشفوا الشرشف فوجدوا أن الطفلة بالت في فراشها . ومنه فقد اكتشف المحققون أن ثمة شيء تخاف منه الطفلة ولديها عقدة منه وهذا يجعلها تبول في فراشها ، والأرجح أن هذا الشيء في البيت . وهذا أعطاهم رأس الخيط وقادهم إلى الكشف عن مصيرها . تماماً كما في عالمنا العربي ، حيث يختطف عصر وتاريخ والماضي والمستقبل ، والمعنيون يعقدون القمم ، وإذا انتهت القمم دون قتال أومشاجرات فهي حدث تاريخي يستوجب التوقف عنده والبناء عليه .
- سيدة بريطانية رفعت دعوى على وزارة الدفاع ، لأن الطيران الحربي البريطاني حلّق على علوّ منخفض فوق مزرعتها ما أخاف الحصان . يا الله لقد خاف الحصان ، وهذا قد يسبب له عقدة نفسية ويجعله ذليلاً بين ( الكدش ) . الخوف في عالمنا العربي عمره أكثر من ألفي سنة وهو يزداد ألقاً وتقنية وعصرنة . حتى صار جزءاً من مكونات الدم العربي والذاكرة العربية . هل تصدقون أن الذاكرة صارت مخيفة أكثر من أي غابة في ليل مظلم . فالدخول إليها وحيداً أمر مفزع .
سؤال : أين نحن وأين هم ؟ حتى الجواب مخيف .. يا أخي الاستعمار سبب تخلفنا ..