تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دمى و.. دمــــــاء

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 28-3-2012
نبيه البرجي

ماذا يريدون؟

حتى مقترحات كوفي أنان، بما فيها من لمسات أميركية، لا تعجبهم، وحتى البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي، لا يعجبهم، ثمة دمى وثمة دماء هذه هي اللعبة.‏

أجل، هذه هي اللعبة، دمى صغيرة، وأخرى أكبر حجماً، وأخرى أكبر أكبر حجماً، كما الدمية الروسية المعروفة، فيما الدم السوري يستخدم وقوداً لذلك السيناريو الذي جعل الكثيرين يعودون إلى وعيهم، هل الغاية تغيير النظام السوري أم تغيير الدولة السورية؟‏

كفانا عبثاً، وكفانا ارتجالاً. لا أحد يقول إن هناك نظاماً مقدساً، وإن هناك نظاماً أبدياً، كلنا بشر، ونتغير. لكن كل يوم يمر، مخضباً بالدم الذي لا يعني البتة من يحرّض ومن يموّل ومن يثأر يثبت أن المسألة لا تتوقف عند إبدال نظام بآخر، وقد خبرنا من ذاك الربيع العربي المريع، أي أنظمة أخرى يصنعها طهاة الظلام في منطقتنا العربية، ومنذ بدايات القرن التاسع عشر وحتى الآن..‏

كل ذلك الكونسورتيوم الدولي والإقليمي من أجل الحرية والعدالة في سورية؟ لعلكم تسمعون دقات قلب الديناصور، لعلكم تسمعون قهقهات الديناصور، وهو يتحدث عن الحرية والعدالة. أولئك الذين آثار سياطهم في عظام أبنائنا، مهمومون بالترويج للحرية والديمقراطية في سورية. في سورية فقط، باعتبار أن الدول الأخرى، في المنطقة، ترفل بالحرية وبالحداثة و... بالنعيم!‏

هذا ليس انتقاصاً من الحرية والديمقراطية اللتين ينبغي أن تكونا الأساس الفلسفي للدولة السورية ولأي دولة عربية أخرى، وإنما إضاءة لذلك النفاق الذي يتم تسويقه في ديارنا ببهلوانية لا تقل غباء عن الغباء، ولا تقل نفاقاً عن النفاق.‏

الواضح من كل ما نراه أمامنا، وحولنا، أن الذين يمسكون ببعض المعارضات في سورية، لا يريدون تسوية ولا حلاً، وإنهم منذ اللحظة الأولى أحبطوا مهمة أنان الذي يعرف، كما نعرف نحن أن الأزمة في سورية دفعت في ذلك الاتجاه لغاية تتعدى بكثير مفاهيم التحديث السياسي والاجتماعي، وحتى مفاهيم التغيير السياسي والاجتماعي، إذ إن سورية التي يريدونها، وأياً كان النظام الذي فيها، هي سورية المشتتة بل والمحطمة، حيث لا دولة ولا دور ولا هوية.‏

هم ماضون في ذلك الاتجاه. هل هذه ثورة حقاً حين نعلم كيف يذبح الناس، ولأي سبب، وحين يطرح التغيير بتقنيات، وأيديولوجيات، وحتى بأموال العصر الحجري؟‏

لكن الدولة السورية باقية، والشعب السوري باق. والدم السوري باق، ولتكن صفقة مع الحياة لا مع العدم!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 818
القراءات: 853
القراءات: 935
القراءات: 1028
القراءات: 1062
القراءات: 963
القراءات: 865
القراءات: 1075
القراءات: 925
القراءات: 901
القراءات: 1025
القراءات: 1131
القراءات: 1113
القراءات: 1215
القراءات: 1010
القراءات: 1181
القراءات: 1091
القراءات: 1041
القراءات: 964
القراءات: 1075
القراءات: 1033
القراءات: 1071
القراءات: 1097
القراءات: 1107
القراءات: 1164

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية