من أوصل «ثقافتنا» إلى قاع أن تنتشر فيديوهات الذبح الداعشي على صفحات الإعلام الالكتروني، لتتسيده بعد حين، بل لتصبح علامة فارقة فيه، اين كان نواطير الثقافة وحراس بواباتها الأمناء ؟ أين كان تنظيرهم؟ وتنبؤاتهم عما تحمله رياح السموم ؟ اين كانت مناظيرهم الليلية؟ كيف لم يكتشفوا باستطالاتهم الفكرية ومجساتهم وقرون استشعارهم ان ثمة جمراً، لا يضرم لحفل شواء وان ثمة من ينفخ فيه بغية إحراق ذواتنا وإنسانيتنا ليعيد خلقنا على هواه كما يريد.
حسن جابر عصفور، الوزير، أخذها «من قصيرها» كما يقال، وشرع بتنفيذ حكمة الأمس بأن تأتي متأخرا.... وبدأ بتطبيقها، البيان الأول في الاجتماع الأول لمسؤولي قطاعات الوزارة المختلفة خلا من طموحات ترجمة القعيد ومحفوظ الى لغات حية جديدة، وخلا ايضا من الاشارة الى منح الثقافة المحلية جرعة اهتمام، ركز على الغرس بمفهوميه الاعلامي والثقافي، كيف ننشر الاستنارة ؟ كيف سنواجه «الفكر المتشدد بالإبداع والكتاب والفنون» ؟كيف سنذيب الافكار التي تحرّم السياحة وتهشم التماثيل وتكفّر الفن والمشتغلين فيه، «مهمتنا الأساسية هي عمل استراتيجية ثقافية تغير عقل هذه الأمة».
مقولة غوبلز تلزم هنا، فإذا ما كان خطيب جمعة «غير متخصص» يخطب بآلاف غير متخصصة، ولا تمتلك غربالا للتخلص من الشوائب، ستضطر، حين لا بديل، ان تلتهم تلك الشوائب لتعيد انتاج شوائب جديدة.