تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشروعية المقاومة

أخبـار
الخميس 2-4-2009م
محمد علي بوظة

أما وقد اكتملت التشكيلة الوزارية لحكومة نتينياهو ، على النحو الذي نال بالامس ثقة ( الكنيست ) الصهيوني ،

فليس هناك من توصيف أدق وقراءة أبلغ للمشهد الصهيوني ، من تلك التي أعطاها السيد الرئيس بشار الأسد ، في كلمته التاريخية بافتتاح قمة الدوحة العربية ، والتي تؤكد أن مجيء حكومة يمينية متطرفة لا يغير في الواقع شيئاً ، لأن يمينهم كيسارهم كوسطهم ، جميعهم يتنافسون على أراضي العرب وأرواحهم ودمائهم ، وجميعهم يعكس حقيقة أن المجتمع الإسرائيلي غير مهيأ للسلام وهو لم يكن مهيئاً من قبل ، ولكن حاله تسؤ يوماً بعد يوم ، وعلينا توقع مجيء حكومات أكثر رفضاً للسلام مع مرور الوقت ، يتم اختيارها من قبل مجتمع يزداد تطرفاً وميلاً للعدوان .‏

وأغلب الظن : أن لا أحد بعد اليوم يخالجه الشك ، من أن مسألة السلام في ظل ما قدمته الانتخابات الصهيونية من معطيات ، قد باتت في حكم المنتهية والمحسومة لغير مصلحة الأمن والاستقرار ، وهي تشهد اليوم تحولات خطيرة وتنحو في اتجاهات تصعيدية وتفجيرية أكبر ، وتعقيدات تقبر التسوية وتجعلها استحقاقاً في خبر كان ، لا سيما أن العدوانية المعبرة عن مزاجية وسلوك وتوجه الشارع الإسرائيلي ، قد أسقطت وإلى ما دون رجعة لغة الدبلوماسية ، لمصلحة تغليب شريعة الغاب والحرب .‏

وهذا يعني بوضوح لا جدال فيه كما قال الرئيس الأسد : ( أننا كطرف عربي ومنذ أطلقنا المبادرة العربية للسلام ، لا يوجد لدينا شريك حقيقي في عملية السلام ) ، ذلك أن إسرائيل التي تتحمل وحدها مسؤولية قتل المبادرة ، لا تزال ترفض القبول بأية مرجعية تضمن الحقوق العربية وتنص على وجوب عودتها إلى أصحابها ، الأمر الذي يحتم مشروعية وأحقية التعاطي مع هذا الصلف والعناد ، بخيارات أخرى بديلة تبقى أوراق قوة وعوامل ضغط ، تستطيع أن تجلب السلام وتفرض معادلته .‏

وإذا كانت المقاومة أحد أبرز هذه الخيارات ، وأكثرها فاعلية وجدوى تجاه عدو لا يؤمن بالسلام ويتهرب منه ، وإزاء مجتمع دولي ما انفك يستهتر بانحياز بالمطالب العربية العادلة ، وبحاجة هذه المنطقة للهدؤ والاستقرار ، فإنه من الضرورة بمكان إعادة تذكير العالم : أننا ما كنا ولن نكون في موقع الاستجداء للحق ، أو المساومة على ذرة واحدة منه ، واستعادته كاملاً من الغاصب الإسرائيلي شرط يستحيل دونه تحقيق السلام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 971
القراءات: 895
القراءات: 962
القراءات: 980
القراءات: 924
القراءات: 942
القراءات: 978
القراءات: 963
القراءات: 1023
القراءات: 1074
القراءات: 1047
القراءات: 960
القراءات: 1036
القراءات: 1061
القراءات: 1054
القراءات: 1071
القراءات: 1076
القراءات: 1123
القراءات: 1147
القراءات: 1111
القراءات: 1086
القراءات: 1087
القراءات: 1096
القراءات: 1180
القراءات: 1140

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية