تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كان الحساب في وقفة الأضحى

خَطٌ على الورق
الثلاثاء 21-8-2018
أسعد عبود

اقترب العيد والشاعر في كمده.. كذبوا عليه.. مستهينين بهمته:

إني نزلت بكذابين ضيفهم‏

عن القرى وعن الترحال محدود‏

كان ابو الطيب في ضيافة كافور الاخشيدي.. هان فاستهان فقصد لؤم الأعراب وزلة الأنساب.. هانت عليه حلب وسيفها والدولة.. أقام في ظهراني ذاك اللص الذي آلت إليه أمور مصر فامتطى عرشها يبيع ويشتري.. وفي صحوة للضمير، ربما، إذ جاءه العيد.. تذكر حلب والكوفة.. ولعله بكى بحرقة وطناً هجره بحثاً عن المغنم والسلطة عند كافور.‏

عيد بأية حال عدت يا عيد‏

بما مضى أم بأمر فيك تجديد‏

لا أرثي لحالهم اولئك الذين ادركهم العيد اليوم وهم في ضيافة كوافير لا كافور. بل أعداء ومخصيون من عربان الجزيرة والخليج.. و ناهبي الأرض والعرض من غرب وصهاينة.‏

المتنبي هان واستهان فدفع الثمن بكثير من كبرياء رسمها بالشعر على الأقل. أما هؤلاء فكان لهم مع الهوان موعد.. ولا يعرفون الشعر ولا يعيشون أزمة الشاعر.. بل هم أقل بسنين ضوئية من همة المتنبي.. التي اوجعته إذ رحل فقصد كافور وأبكته إذ عاد فقصد حلب.‏

أين منه من رحل لأنه فقد الهمة، وهو صاحب الهمة التي عنها قال:‏

أي محل أنتقي‏

أي عظيم أتقي‏

و كل ما قد خلق الله‏

و ما لم يخلق‏

محتقر في همتي‏

كشعرة في مفرقي‏

يبدو أن الأضحية أحياناً، في عيد التضحية لا تكون فقط، كبش يرتج جلده فوق طواق الدهن واللحم.. فيحصد الخيبة.‏

عيد الأضحى وكل عام وانتم بخير يعد الأضاحي بأداء النذر والأطفال بالفرح. حان وقت التوبة.. فليعد كل إلى وطنه.. ليعد إلى انسانه وكينونته وسوريته.. عودوا يا ناس.. عودوا وتذكروا حرقة الذين هانوا إلى درجة البكاء.. تذكرة أن همة المتنبي لم تنقذه من حرجه.. إنما أنقذه الشعر لكنها ظلت وصمة في تاريخه.. وأين كل منكم من المتنبي ؟؟!!‏

هل بينكم من لا يزال ينتظر خراب سورية.. كي يعود فيظفر بوجبة «شوربة» على العظم واللحم.. ؟؟!! أنا أخبركم أني رأيت بأم عيني.. رأيت طفلة سورية تخرج من الصباح.. تسبح مع قطر الندى تريد ثوباً للعيد يناسب فرحها..‏

عودوا.. واستغفروا هذا الوطن.. فو الله إن له موعداً مع الفرح لكل أبنائه..‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 603
القراءات: 915
القراءات: 896
القراءات: 869
القراءات: 915
القراءات: 956
القراءات: 960
القراءات: 943
القراءات: 1034
القراءات: 1047
القراءات: 986
القراءات: 1027
القراءات: 999
القراءات: 1036
القراءات: 1298
القراءات: 1172
القراءات: 1086
القراءات: 1104
القراءات: 1166
القراءات: 1158
القراءات: 1170
القراءات: 1192
القراءات: 1184
القراءات: 1237
القراءات: 1235

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية