لكنه يؤشر الى حقيقة ان حكومة بنيامين نتنياهو لم تتزحزح قيد انملة عن خطها الثابت والذي يعتبر الاستيطان هدفا استراتيجيا لا يتأثر بأي معطيات طارئة تتصل بالمتغيرات في المنطقة والعالم، أو في اسرائيل نفسها.
ومع وضوح هذه السياسة وثباتها على مدى السنوات والعقود الماضية، فان رد الفعل الدولي جاء كالعادة باهتا وشكليا ويفتقر الى الحد الادنى من الجدية في ايصال رسالة ذات معنى الى الحكومة المتطرفة في تل ابيب.
ولعل رد الفعل المتهاون عربيا ودوليا، والذي خبرته اسرائيل جيدا في تجارب سابقة هو بمثابة ضوء أخضر لهذه الحكومة لانجاز كامل خططها المعلنة بشأن إحكام قبضتها على مدينة القدس المخنوقة أساسا بفعل سياسة الاحلال السكاني العرقي والتي رفعت عدد اليهود في القدس الشرقية من صفر عام 1967 الى أكثر من 200 ألف في الوقت الحاضر بما يزيد عن سكانها العرب من مسلمين ومسيحيين والذين انخفضت فئتهم الاخيرة ( أي المسيحيين) الى نحو ثمانية آلاف شخص من اصل أكثر من 30 ألفاً في سنة الاحتلال .
وولا يخفى ان اختيار مستوطنة جبل أبو غنيم الواقعة جنوبي القدس، وهي الأكبر التي بنيت وراء الخط الاخضر خلال سنوات التسعينيات، يمثّل توسيعاً للحاجز الفاصل بين بيت لحم والقدس بشكل نهائي، ويجعل من الصعب جداً التوصل الى اتفاق بخصوص القدس في المستقبل، في حين ان البناء في مستوطنة «غفعات زئيف» بالضفة يأتي لترسيخ خطط اسرائيل لضم المستوطنات الكبرى هناك الى اسرائيل، وفي الاطار ذاته البناء أيضا في مستوطنة كتسرين في الجولان المحتل.