والذي لم يكن يوماً في دائرة التفكير الصهيوني ، ولا في صلب عقيدته المبنية على الاحتلال و العدوان والجريمة المنظمة أساساً لقيام ( الدولة التوراتية ) المزعومة ، واستمرارية وجودها السرطاني في هذه المنطقة .
فجنوح الشارع العنصري الصهيوني بمجموعه نحو اليمين المتطرف ، وإن لم يكن هناك يسار بالمعنى الحرفي للكلمة أو معسكر حمائم واعتدال ، وإعطاء أصواته للثالوث المنتشي بقتل الأطفال ، والمتوعد باستكمال محرقة غزة وقتل العرب وتدميرهم - ليفني - نتنياهو- ليبرمان ، هو توجه بقدر ما يعبر عن أزمة هذا الكيان وخوفه من الحاضر والمستقبل ، فإنه يشير في الوقت ذاته إلى عدوانية طاغية ، وتفويض بمغامرات وحروب جديدة تمجد القوة والاستخدام الوحشي لها ، وسيلة للتعاطي مع العرب والرد على توجهاتهم السلمية .
وكما أثبتت السنوات الثماني عشرة الماضية على انطلاقة عملية مدريد ، عبثية التفاوض مع الكيان العنصري الصهيوني الإرهابي ، وفشل العملية السياسية في انتزاع شيء منه يمكن إدراجه في خانة حسن النوايا وتوكيد الرغبة في السلام ، قدمت صناديق الاقتراع الصهيونية هي الأخرى معطيات في غاية الخطورة ، ومزاجية شوفينية أخذت على عاتقها مهمة استكمال التدمير الممنهج والمتواصل للسلام .
في ظل الانسداد التام لآفاق التسوية وانعدام إرادتها لدى الطرف الصهيوني ، يبدو من المنطقي أخذ العرب وهم المعنيون بمبدأ الرد واعتماد الخيارات البديلة ، وتذكير نازيي تل أبيب الجدد : أننا لسنا ممن يرهَب ، ولا في موقع من يستجدي السلام الذي نتمسك بوجوب : أن يكون عادلاً وشاملاً أو لا يكون ...