تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جزر الإحصاء الاستثمارية

على الملأ
الاثنين 2-3-2020
علي محمود جديد

بات من الضروري وإلى حدٍّ بعيد إيجاد حلٍّ حقيقي وحاسم لمشكلة الإحصاء في بلدنا، الذي لا يمكن أن تستقيم الكثير من الأمور بدونه، فما زلنا نعيش حالة شبه عشوائية تُعرقل اتخاذ الكثير من القرارات التي تحتاجُ إلى سندٍ إحصائي محايد يعكس الصورة الحقيقية لواقعٍ معيّن،

وفي حال وجود إحصاءات دقيقة، أو على الأقل قريبة من الدقة والحقيقة، يصير اتخاذ القرار الصحيح أكثر من سهل، وأكثر وضوحاً وتقديراً لنتائجه ومعرفة بها قبل أن تحصل.‏‏

المتابعون يدركون جيداً مدى الجهد الكبير الذي تبذله الحكومة - مثلاً - في العديد من القضايا التي تعقد من أجلها الاجتماعات المتكرّرة، و بعض القرارات، ولكن نلاحظ أنها أحياناً لا تكون موفقة في تحقيق الأهداف التي ترمي إليها، فعلى الرغم من تلك الجهود كلها تظهر الحكومة بنظر الكثيرين وكأنها لم تفعل شيئاً ..!‏‏

نعتقد أن للرقم الإحصائي الدقيق دور كبير بسلامة القرارات وقدرتها على تحقيق أهدافها، للتخفيف من مستوى البطالة، فإنها لن تُحدث ذلك التأثير الحقيقي، إن لم تنطلق من بيانات إحصائية واضحة عن حجم البطالة الحقيقية، وتنوّع الاختصاصات التي يمتلكها العاطلون عن العمل، وعدد الأفراد الموجودين في كل اختصاص، وعدد الأفراد القادمين إلى سوق العمل سنوياً ومن كل الاختصاصات أيضاً، ليتم بعد ذلك اتخاذ القرارات بشأن الاستثمارات الحكومية والوطنية بشكلٍ عام، بما يضمن استقطاب أكبر قدر ممكن من اليد العاملة.‏‏

هذا الدور منوط للمكتب المركزي للإحصاء دون منازع، ولكن نمط عمل هذا المكتب لا يزال متروكاً منذ أواسط القرن الماضي، ولم يعد قادراً بطبيعته الحالية على مواكبة تطورات العصر، وصار لا بدّ من تغيير أسلوبه ونمطيته وتعزيز كوادره ليتمكّن من تلك المواكبة.‏‏

الشيء المهم أيضاً أن المكتب المركزي للإحصاء يمكن أن تنقلب أعماله إلى جزرٍ استثمارية، بدلاً من هذه الحالة الاسترخائية المتصحّرة والمترهّلة، إذ بإمكانه - في حال تغيّر الأسلوب وتم رفده بالكوادر المناسبة - أن يبيع الإحصاءات لأي جهة تطلبها، وبإمكانه أيضاً أن يُجري إحصاءات لحساب ومصلحة جهات معينة، وأن يكون مشاوراً إحصائياً قوياً للحكومة والوزارات والمؤسسات ومختلف الجهات الحكومية، والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية الخاصة أيضاً لقاء أجر، فيتحوّل إلى جهة منتجة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11502
القراءات: 873
القراءات: 848
القراءات: 859
القراءات: 914
القراءات: 895
القراءات: 882
القراءات: 884
القراءات: 923
القراءات: 942
القراءات: 861
القراءات: 940
القراءات: 947
القراءات: 925
القراءات: 1055
القراءات: 982
القراءات: 959
القراءات: 1027
القراءات: 965
القراءات: 1038
القراءات: 938
القراءات: 1014
القراءات: 1034
القراءات: 1037
القراءات: 1097
القراءات: 1086

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية