وبالفعل.. فإن الأخبار الواردة من بعض المناطق تشير إلى حدوث عدة حرائق نتيجة استهتار البعض بإلقاء السجائر لدى مرورهم بالقرب من الحقول، وعدم اكتراثهم بأرزاق الناس، ما أدى لحصول بعض الكوارث التي تؤدي لخسائر الفلاحين موسم وتعب عام كامل إضافة للخسائر على المستوى الوطني لهذا المحصول الاستراتيجي الذي يوفر مليارات الليرات بالعملة الصعبة في حال استيراد بدائل عنه ناهيك عن الآثار البيئية السيئة .
وإذا كانت هذه الأوضاع قد دفعت بعض المزارعين الى سهر الليالي بالقرب من حقولهم لمراقبتها، حرصاً على سلامتها وجنيها بوقتها..فإن المسؤولية يجب أن يتحملها الجميع عبر تنظيم حملات اعلامية للتحذير من الحرائق إضافة لاستنفار أفواج الأطفاء، ولا سيما أن النيران المشتعلة في هذه الأجواء الحارة جداً ومع وجود الرياح تنتقل بسرعة لتلتهم مساحات واسعة من باقي المزروعات والأشجار المثمرة.
وإذا كانت الدولة حريصة على استجرار كل حبة قمح وصولاً لكامل المحصول ، وكذلك الشعير وغيره والاستمرار بتقديم التسهيلات اللازمة للمزارعين ولاسيما في المناطق الشمالية الشرقية ،فإن الكميات المسلمة حتى الآن لاتزال أقل من الطموح بالنسبة للتقديرات المتوقعة ووصلت لنحو 350 ألف طن قمح و 70 ألف طن شعير.
ولانذيع سراً إذا قلنا أيضاً أن آثار الحرب المدمرة على سورية تستهدف أيضاً الزراعة وهناك حرائق مفتعلة بالعشرات وكذلك عرقلة واضحة لتسليم المحاصيل لمراكز الحبوب لهذا الموسم الذي نعلق عليه أمالاً كبيرة لسد قسم احتياطي مهم ويكفي لعدة مواسم.
وبالتالي.. فإن المطلوب هو تسريع ومضاعفة الجهود وخصوصاً أن الحرارة المرتفعة للغاية حالياً تشكل مصدر خطر دائم ،علماً أن مؤسسة الحبوب افتتحت أكثر من 40 مركزاً للشراء وقوائم الشراء ترسل للمصارف الزراعية خلال ثلاثة أيام لتصرف مباشرة للمنتجين، وهذا مايجعل عمليات التسويق مشجعة.