ومما يدل على ان هذا التصعيد كان مبيتا، وليس لاحباط هجمات فلسطينية محتملة كما زعمت حكومة الاحتلال، هو اقدام سلطات الاحتلال منذ أيام عدة على وقف إمداد القطاع بالغاز الخاص بالطبخ وهو الأمر الذي فعلته قبل شن عدوان كانون الاول 2008 ، فضلا عن أن مدن وقرى قطاع غزة تغرق منذ أسابيع في الظلام بعد ان توقفت محطة توليد الكهرباء الرئيسية فيه عن العمل بسبب نقص الوقود اللازم للتشغيل.
وتزامن هذا التصعيد مع أحاديث اسرائيلية متصاعدة أشاعت أجواء الحرب شارك فيها قادة سياسيون وعسكريون تدور حول مواجهة باتت محتملة اكثر مع إيران لوقف برنامجها النووي.
ويرى مراقبون ان حكومة الاحتلال التي تراقب ما يجري في محيطها العربي بعين الرضى لأنه صرف الأنظار عن احتلالها وممارساتها، ربما تحاول الافادة من هذا الوضع بغية تصعيد سياساتها العدوانية مراهنة على انشغال المنطقة والعالم بالمتغيرات الاقليمية، وهي تعمل بالفعل على زيادة وتيرة الاستيطان ومحاولات التهجير للمواطنين الفلسطينيين خاصة في القدس المحتلة، بينما تشجع المنظمات المتطرفة على محاولاتها اقتحام المسجد الاقصى والعبث ببنيانه تمهيدا لبناء ما يسمى الهيكل على انقاضه.
ويأتي التصعيد اليوم تجاه قطاع غزة في هذا السياق الاسرائيلي الذي يحاول تثمير ما يجري في المنطقة عبر احكام الخناق على الشعب الفلسطيني و النيل من فصائله المقاومة.