تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صيد دمشقي

المهماز
الأحد 13/5/2007
الكاتب الكبير زكريا تامر

- 1 - اقترح القط العجوز على الكلب أن يتصالحا بعد قرون طويلة من العداء المرّ, فقال الكلب للقط : لو كنت شاباً وقوياً مثلي لما طلبت الصلح ولهزأت به.

- 2 -‏

رجع زوج إلى بيته مساء حاملاً صندوقاً صغيراً ملفوفاً بورق ملون لامع, ولم يتنبه إلى وجه زوجته الواجم العابس, وسألها أن تغمض عينيها استعداداً لمفاجأة ستسرها, فقالت له الزوجة بصوت موبخ : صحيح أنك مبصر, ولكنك لا تراني فعلاً, ولا ترى عيني اللتين أغمضتهما في الشهر الأول من زواجنا.‏

- 3 -‏

اختتم معلم درسه بترديد : ( من علمني حرفاً كنت له عبداً ), موصياً تلاميذه الصغار بعدم نسيانها , فغمغم التلاميذ متفاخرين بأنهم ليسوا عبيداً لأحد إذ لم يتعلموا بعد أي حرف.‏

- 4 -‏

دست ممرضة حبة دواء في فم مريض متمدد على سرير في مستشفى, وطالبته بابتلاعها مع كثير من الماء, فأطاعها المريض فوراً ثم ضحك بمرح, وقال للممرضة : تذكرت هؤلاء المساكين الذين يبتلعون البلد من دون قطرة ماء.‏

- 5 -‏

حدق المدير الجديد إلى موظفيه بنظرات متفحصة ثم تكلم مطولاً عن أهمية الحفاظ على سمعة الشركة ورفض الرشاوى المتواضعة وطرد الراشين ومعاقبتهم, فتنهد الموظفون بارتياح واثقين بأن مديرهم سيظفر بالكثير من احترامهم واحترام رؤسائه.‏

- 6 -‏

رجت إحدى الأشجار العصافير أن تغني لها قليلاً حتى تنسى حزنها على الأوراق التي اختطفتها الريح منها, فقالت العصافير للشجرة : تكرار الأغاني القديمة سيضجرك ويضجرنا, ومن لا جديد لديه ينبغي له أن يخجل ويسكت لا أن يغني.‏

- 7 -‏

أجرى صحافي شاب مقابلة مع ممثلة مسرحية ذائعة الصيت, سألها في ختامها أن تذكر له أطرف حدث في حياتها الفنية, ففكرت الممثلة لحظات ثم قالت للصحافي : في ليلة من الليالي, انتهت إحدى المسرحيات, ولم يغادر أي متفرج الصالة لأن جميع المتفرجين كانوا نياماً, وكانت صفقة رابحة للمتفرجين, فهم في آن واحد شاهدوا مسرحية لكاتب مشهور وناموا بسعر يقل عن سعر أرخص فندق.‏

- 8 -‏

وتوسل ولد إلى أمه أن تشتري له قميصاً جديداً, فقالت له الأم بصوت حانق : قميصك لا يزال جديداً اشتريته لأخيك قبل ثلاث سنوات.‏

- 9 -‏

حثّ فلاح أرض حقله على أن تنبت له سنابل القمح بطول أشجار الحور, فقالت له الأرض : في القديم, كانت سنابلي أطول من المآذن, وصغرت عندما صغر الناس, وما أراه كل يوم يجعلني أتنبأ بأنها ستزداد صغراً.‏

- 10 -‏

نظر الحمار إلى الحصان بازدراء, وتحداه أن يسابقه, فقال له الحصان : لن أسابقك لأني سأخجل إذا سبقتني, وسأخجل أكثر إذا سبقتك.‏

- 11 -‏

تلاقى يوماً اللون الأسود واللون الأبيض, فاستهجن اللون الأسود أن اللون الأبيض لا يزال موجوداً, ولم يتوار عن الأنظار, فما في القلوب لا يليق به غير اللون الأسود وحده, فقال له اللون الأبيض : لا تنس أن الأكفان البيض ستظل دائماً المفضلة, ولا منافس لها.‏

- 12 -‏

غضب جورب عتيق مهترىء على ربطة عنق, وأمرها أن تختار لها مكاناً بعيداً عن مكانه يتلاءم مع أحوالها وأحواله, فهو قد كان جورباً لرئيس وزراء بينما هي كانت مجرد ربطة عنق لطالب جامعي كسول وفقير, فقالت له ربطة العنق : كأنك قد تناسيت أن الجورب للقدم وربطة العنق للعنق.‏

- 13 -‏

اشترى رجل قطعة أرض, وقصد مهندساً سمع الكثير عن براعته وخبرته, وقال له إنه اختاره كي يصمم له بيتاً مريحاً بغير نوافذ, فقال له المهندس : طلبك سهل التنفيذ, ولكن اسمح لي بأن أذكرك بأن الذين يدخلون البيوت من نوافذها مسموح لهم بدخول البيوت من أبوابها, فهل أصمم لك بيتاً من دون أبواب ونوافذ?‏

- 14 -‏

ناشد مصور فوتوغرافي إمرأة متجهمة الوجه أن تبتسم قليلاً حتى تظهر صورتها ناجحة ترضى عنها, فقالت له المرأة : لم أكن أعلم أن مهنة التصوير تحض على الغش والخداع والكذب.‏

- 15 -‏

تضايق الحصان من الذباب, وطلب إليه الابتعاد عن ذيله, فقال له الذباب : يجدر بك أن تعامل الذباب بأدب وتهذيب, فهو معجب بك, ويحرص على التقاط الصور التذكارية وهو برفقتك.‏

- 16 -‏

اجتمع شاب مغرم بالقضايا المصيرية مع فتاة يحبها, وقال لها إنه واثق بأنها ستحبه عندما تتحرر فلسطين ويستطيع التفرغ لها وللقضايا الغرامية, فقالت له الفتاة ضاحكة إنها ستحبه عندما تتحرر الأندلس, فاغتبط الشاب لاعتقاده أن تحرير الأندلس سيتم قبل تحرير فلسطين.‏

- 17 -‏

نبهت إمرأة عجوز زوجها بصوت مغتاظ إلى أن كل شيء في العالم يتغير ما عداه, فاستنكر الزوج كلامها, وكذّبه, وأعلن أنه مؤيد للتغيير ومؤمن به, ووعد زوجته أنه سيتغير حتى أنها قد لا تعرفه, وشرع في التغيير في اليوم التالي, فتخلى عن حذائه الأسود, وهو لون كل ما لديه من أحذية, واشترى حذاء جديداً ذا لون بني, فقالت له زوجته بصوت هازىء : يحكى عن المرحوم جمال باشا السفاح أنه أراد التغيير, فأمر بطلاء مشانقه وحيطان سجونه بألوان مفرحة جذابة.‏

فلم يرد الزوج عليها بأي كلمة, ولكنه ندم لأنه لم يطلقها في أيام الشباب.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 13/05/2007 00:44

في الفقرة السادسة قالت العصافير للشجرة: تكرار الأغاني القديمة سيضجرك ويضجرنا, فليت كاتبنا يتمعن فيما يكتبه وهو يكرر ذات الأسلوب على نفس المنوال.

نادر |  nader67@lycos.com | 14/05/2007 02:41

الى المعلق أيمن بالاتي : إذا لم يعجبك هذا النوع من الأنواع الادبية فلماذا تعذب نفسك وتقرا ما لا تحب و لا ترغب وتفسر على هواك ما تفهمه وما لاتفهمه .... أنصحك بالإنشغال في أمور تفيدك أكثر .........

أم كمال |    | 14/05/2007 02:47

الى الكاتب الكبير ... المحبوب لدينا منذ الصغر وحتى آخر أيامنا .... شكرا شكرا شكرا على هذه الصور المبكية المضحكة .... ننتظر رمزيتك بفارغ الصبر دمت بخير وللخير دائما أم كمال

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 15/05/2007 01:46

إلى أخي الكريم نادر بعد التحية: أنت تعلق على مشاركتي بأفق ضيق وسطحي, فأنا أقرأ لكتاب صهاينة مع أني أكره الصهينة وأراها عدوتي الأولى في الإنسانية والعرقية والدينية والإجتماعية, وأكملت أفقك الضيق بالإستهزاء بإسمي على منوال مافعل الكاتب في مقالة سابقة, أرجوك أن تركز على مضمون قولي ودعك من إسمي فهو لايعني أحدا غيري, ويكفيني أنني أكتب إسمي كما هو وكاملا في كل محافل الإنترنت التي أشارك فيها, وأخيرا أشكرك على نصيحتك لي , واعتقادي بها أنها تفيدك ولاتفيدني.

Salam (a Syrian inf the UK) |  homsylady@yahoo.co.uk | 17/05/2007 01:35

Just few words to express my admiration of the excellent style of literary writing, images , themes and implications the writer has used . These passages imply that the writer has really got high standards of thorough understanding of the life we live. By the way, Id love to meet the great person who composed this great piece of work.I do enjoy reading such writings as it challenges you to produce a better understanding of the real dilemma of the modern life,i.e. being involved in reading the crab!! It is still my own personal views, anyway. I, personally, believe it is a wonderful piece of work, thoughtful and calling for awakening the sleeping nation among us. Thanks

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 زكريا تامر
زكريا تامر

القراءات: 14083
القراءات: 7871
القراءات: 7622
القراءات: 9474
القراءات: 8744
القراءات: 8853
القراءات: 8466
القراءات: 11749
القراءات: 8418
القراءات: 7958
القراءات: 9006
القراءات: 9290
القراءات: 8024
القراءات: 7553
القراءات: 9595
القراءات: 8526
القراءات: 8597
القراءات: 9354
القراءات: 11280
القراءات: 7734
القراءات: 7743
القراءات: 11541
القراءات: 7834
القراءات: 7522

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية