فالقصة لم تعد خافية على أحد والمشهد يتكرر على مدار الساعة على مرأى ومسمع المواطنين الذين لا يجدون من ينقذهم من هذه المعاناة، ولسان حالهم يسأل أين الجهات المعنية من كل هذا، ولماذا كل هذا التجاهل لمعاناتنا ومتاعبنا، هل عجزت الجهات المعنية عن ردع هؤلاء ووضع حد لممارساتهم التي تزيد من متاعب الناس البسطاء الذين لا يطلبون أكثر من خبز يومهم.
فبينما الجميع ملتزم بدوره وينتظر أن يصل إلى كوة الفرن بفارغ الصبر، يتقدم أحد الصبية من خارج الدور، ليتناول من البائع كمية خبز كبيرة فيذهب مبتعداً ليبيعها وما هي إلا دقائق يعود بعدها ليتناول الكمية الثانية وهكذا، بينما الناس المنتظرة بالطابور ترى وتسمع وتشاهد بلا حول ولا قوة..!!
هذا السيناريو المُعَد مسبقاً معتمد في معظم الأفران (الاحتياطية) وغيرها، وأينما اتجه المواطن يجد أمامه المشكلة نفسها، ازدحام وفوضى وصرخات احتجاج تعلو حيناً وتنخفض أحياناً أخرى خوفاً من ردة فعل غير محسوبة قد يقوم بها بائع الخبز، كأن يغلق النافذة في وجه المواطنين كما حصل في فرن الأكرم الاحتياطي بدمشق ويعود لينهال بالسباب والشتم على الجميع وكأنه يتصدق عليهم من ماله الخاص، أو أن القائمين على الفرن يوقفون أحد خطوط الإنتاج فيبقى الفرن على خط إنتاج واحد (كما حصل في فرن الشيخ سعد بالمزة) ما يقلل من كمية الخبز ويزيد في الازدحام وساعات الانتظار، فيما يتم تسريب الخبز للباعة علناً وكأنهم يقولون للناس (لا خبز إلا عن طريق الباعة) وإلا فعليكم أن تتحملوا مغبة الانتظار الطويل..
هذا الألم المستمر الذي يتكبده الناس يومياً هل فعلاً لم يعد أحد قادر على تأمين العلاج الناجع له، وماذا تفعل المؤسسات الحكومية والجهات المعنية ولماذا تقف متفرجة أمام كل ما يحدث..؟؟ أحد المواطنين تساءل عن سبب عدم شعور المعنيين بهذه المعاناة اليومية وقال: لو أن أحداً من المسؤولين جرب أن يقف بالطابور هل كان سيسكت عن هذا الامتهان الذي يتعرض له المواطن يومياً على كوى الأفران، ويبقى السؤال الأهم من أين يحصل المسؤول على خبزه..؟؟