تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرهــــان العقــــيم

اخبـــــــــــــــار
الاثنين29-6-2009
محمد خير الجمالي

تقوم سياسات التغيير التي اعتمدها الغرب خلال المرحلة الراهنة ضد النظم التي لا تواليه وتشارك اسرائيل بفاعلية في رسمها وبلورة اتجاهاتها على خيارين اثنين: خيار التهديد بالقوة واللجوء الى استخدامها إن سمحت موازين القوى والظروف الاقليمية والدولية بذلك, وخيار التحريض واثارة الفتن الداخلية وصولاً الى التغيير المستهدف بما يسمى (الثورات المخملية) عبر نشر الفوضى والعصيان في حال تأكد للغرب واسرائيل أن الخيار الأول مستحيل.

وما يحدث حيال ايران الآن من تحريض غربي- اسرائيلي يراد به احداث فتنة داخلية تشرخ الوحدة الوطنية للشعب الايراني وتدفع نحو تغيير النظام أو على الاقل تغيير مواقفه حيال قضايا الملف النووي والمنطقة, يشكل التطبيق العملي لخيار الأخذ من الداخل على خلفية حملات الاكاذيب السياسية والاعلامية الموجهة ضد نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة.‏

والملاحظ هنا أن اللجوء الى هذه السياسة الخبيثة قد تم بعد تكشف حقيقة أن أخذ النظام الايراني بلغة التهديد والوعيد التي دأبت على استخدامها باستمرار إدارة بوش والمسؤولون الاسرائيليون أمر يقع في خانة المستحيل لنتائجه التي تأكد للغرب أنها لن تكون لا في مصلحته ولا في مصلحة اسرائيل ولا في مصلحة الاستقرار الاقليمي والدولي, خصوصاً بعد أن دخلت أميركا واسرائيل في مستنقع من الأزمات المستعصية بسبب خيار القوة هذا واستخدامه في العراق وافغانستان ولبنان وغزة.‏

والتدخل السافر في الشأن الداخلي الايراني الذي اتخذ طابع التحريض والتشكيك بنتائج الانتخابات التي شهد بنزاهتها مئات المراقبين والصحفيين, يكشف عن أن الغرب واسرائيل يراهنان على تغيير النظام عبر سياسة التحريض والفتن.. هل ينجح هذا الرهان..؟ .‏

الغرب لن يصيب في هذا الرهان مثلما لم يصب في الرهان على خيار التهديد بالقوة, ولن يطول الوقت حتى يتأكد أن هذا الرهان عقيم وخائب لأن الشعب الايراني الذي صمد ونظامه الوطني في وجه حملات الابتزاز والضغوط يعرف أن الهدف من حملات التحريض الحالية هو النيل من مصالحه الوطنية عبر اسقاط ثورته الاسلامية مما يجعله أكثر حرصاً على حماية الثورة ونظامها والمنجزات الكبرى التي تحققت له طوال ثلاثين عاماً ويراد الاطاحة بها الآن للعودة بإيران الى عهد الخضوع والتبعية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 993
القراءات: 974
القراءات: 916
القراءات: 1044
القراءات: 1010
القراءات: 979
القراءات: 981
القراءات: 939
القراءات: 1137
القراءات: 1027
القراءات: 1052
القراءات: 1604
القراءات: 1184
القراءات: 1109
القراءات: 1042
القراءات: 1026
القراءات: 1096
القراءات: 1099
القراءات: 1152
القراءات: 1171
القراءات: 1093
القراءات: 1217
القراءات: 1270
القراءات: 1288
القراءات: 1119

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية