في منطقة الأغوار في الضفة الغربية يهدمون البيوت وزرائب المواشي ويقطعون عنها الماء ويتركونها تنفق كما يقطعون عن المزروعات وأشجار الزيتون لتصاب باليباس. ويعدون المساحات الواسعة من الأراضي مناطق عسكرية أو محميات طبيعية لا يسمحون للفلسطيني أن يعيد بناء بيته إذا تهدم أو بناء بيت جديد كي يقيم مع عائلته بغاية بناء المستوطنات واستقدام مهاجرين جدد.
إن منطقة الأغوار الفلسطينية هي الضفة الغربية المحتلة بعد عام النكسة 1967 وتسميها إسرائيل يهودا والسامرة في سياق إعلانها أن إسرائيل دولة يهودية وهي تضم المدن التالية: القدس، جنين، نابلس، طولكرم، رام الله (عاصمة السلطة الفلسطينية وأريحا من أقدم المدن في العالم وبيت لحم (مولد السيد المسيح) والخليل وللتذكير ( في يوم الجمعة 25/2/1994 وأثناء صلاة الصبح دخل المستوطن اليهودي (باروخ غولد شتاين) القادم من الولايات المتحدة إلى الحرم الإبراهيمي وكان المصلون ساجدين في الركعة الثانية فأطلق النار عليهم وأوقع 50 شهيداً.
إن السيطرة المدنية في الضفة الغربية يخضع 59٪ منها لإسرائيل و23٪ للفلسطينيين أما السيطرة الأمنية فتخضع جميعها لإسرائيل وتتلوى المستوطنات بين المدن بشكل كابوسي يتيح للمستوطنين الاعتداء على الفلسطينيين والتضييق عليهم إضافة إلى السيطرة على الطرقات العامة ومنعهم أن يمروا من الشوارع وإضافة إلى تشتيت العائلات بين غزة والضفة بما يعني استحالة إقامة دولة فلسطينية قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيغ كلينغ الاستيطان تخريب متعمد لجهود إقامة دولة فلسطينية.
معروف أن اليهود قدموا إلى فلسطين من شتى أنحاء العالم من قوميات متعددة وثقافات متنوعة وعادات وتقاليد مختلفة على أن يكون ثمة انسجام بين الأجيال القادمة بيد أن المجتمع اليهودي ازداد عنصرية كظهور السلفيين وهم يشكلون 40٪ من كتلة نتنياهو النيابية.
في إحدى المدن القريبة من تل أبيب كانت الطفلة ناعوما في الثامنة من عمرها ذاهبة إلى المدرسة فأوقفها أحد السلفيين ووبخها وضربها وأعادها إلى البيت لترتدي ثياباً محتشمة.
يطالب السلفيون النساء بارتداء ثياب محتشمة بدءاً من سن الثامنة وبعدم اختلاط الرجال بالنساء والطلاب بالطالبات كما يطالبون بمنع حركة المواصلات وعدم استخدام التيار الكهربائي يوم السبت ويحلل الحاخامات سفك دم كل من هو غير يهودي.
بعد انتصار إسرائيل الساحق عام 1967 قال اليهود هذا قدر من الله وأصيبوا بالذعر وقال العرب قدر من الله وبدؤوا يبحثون عن الثأر ورغم اعتماد إسرائيل على أميركا والغرب فإن الخوف والحذر جعلها تعلن أنها دولة يهودية وتعمل على إخضاع الفلسطينيين لقوانينها وترفض حق العودة ولا ننسى شطحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ورئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغرش وهو يعلن في خطاب لمؤيديه أنهم! تخيلوا فلسطين والشعب الفلسطيني كي يسيئوا لإسرائيل وأن حماس وفتح إرهابيون ورفض إقامة دولتين.
anhijazi999@gmail.com