أقسام الأخبار في الصحف وكذلك في التلفزيون السوري تعد الآمر الناهي في عمل هذه المؤسسات ولا يجد القائمون على العمل غضاضة في حذف أي صفحة أو أي برنامج لصالح الاخبار, ويحدث هذا دائماً دون أي اعتبار للقارىء أو المتفرج.
وإذا كانت الصحف لا تستطيع أن تعتذر, بسبب طبيعة عملها عن حذف صفحات واحلال أخرى مكانها, لكن التلفزيون يستطيع أن يفعل ذلك ببساطة وسهولة وبأكثر من طريقة, لكن ذلك لا يحدث للأسف.
المشاهد العادي لديه أمثلة عديدة عن هذا (السلوك) الذي يراه (أي المشاهد) أصبح تقليداً خاصاً بالتلفزيون السوري.
العاملون في التلفزيون يعرفون هذه (الحقائق) ولديهم وسائل اتصال عديدة مع المشاهدين يعرفون من خلالها هذه الاعتراضات, لكن أحداً لا يفعل شيئاً!
هل هذا الكلام يعني أننا ضد الاخبار والبرامج السياسية? بالتأكيد لا, لكنني لا اعتقد أننا نحتاج إلى معجزة كي نعرف بالضبط خريطة البث اليومي, وبالتالي أن نكون صادقين مع المشاهد في هذا الموضوع على الأقل, ليتابع المشاهد ما يريده لا ما يفرض عليه خلال لحظات, خاصة وأن التعامل مع دائرة الاخبار لا يدخل ضمن أي منطق صحفي.
لا أريد هنا أن أصدق كل ما يقال حول هذا الموضوع وحول هيمنة دائرة الأخبار في التلفزيون, بل اريد أن اصدق أن العمل في التلفزيون يسير وفق منهج معين لا تحكمه الاعتبارات الآنية.
هذه ملامسة أولى لموضوع دوائر الأخبار في الصحف والتلفزيون, لكنني سأتوقف قريباً مع عمل هذه الدوائر وهيمنتها وما تقدمه فعلاً, إذ يكفي ما جرى حتى الآن, خاصة وأن حلولاً كثيرة موجودة كي يكون العمل متوازناً إن في الصحف أو على شاشة التلفزيون.