بقيت صورة المرأة المغربية طيلة عقد كامل بين 93- 2012 ثابتة لم تتغير في مضامين الإعلانات فهي دائما «المرأة التي تسعى لإرضاء زوجها عبر غسل الملابس». وهي الذكية لأنها تختار مسحوقا بعينه.
مايؤخذ على وسائل الإعلام كثير، من هذا الكثير قدرتها الهائلة على تنميط الموضوعات والأشخاص والقضايا عبر التكرار،حتى تغدو أشياءً.
المرأة في المغرب، وأسوة بباقي أخواتها في السياقات الثقافية العربية الأخرى بين نمطين: إما ربة منزل «ذكية» تختار المسحوق المبيض والأوفر، وإما جسد مغناطيسي يجذب «ذباب» المتفرجين إلى السلعة.
نمطان يعتمدان على الجاذبية، على الدور الوظيفي المحصور في البيت. ليست مهمة الإعلان تلميع الوجه الداخلي والنوعي للمرأة باعتبارها مشاركة، على نحو ماتيسره لها مجتمعاها، في نصف الحياة على اختلاف تشعباتها واختصاصاتها.الاعلانات تسلّعنا، لاتبحث في دواخلنا، هدفها جمال الوجه ومشقة القوام.
زميلتنا المغربية خديجة شاكري -والشبه بيننا في فضح ثقافة الانتقاص يكفي لان نكون زملاء- الباحثة في مجال الإعلام السمعي البصري، أنجزت كتابها «الإعلانات التلفزيونية: تقديم المرأة والصور النمطية».
في بعض ثنياته تتسائل خديجة بعمق عن التطورات التكنولوجية اليومية المتلاحقة، التي لايرافقها أي تطوير لمضمون الوعي او الثقافة تجاهنا، حتى إنها تصعقنا بان نمط الصورة لم يتغير حاليا عما بثته القناة المغربية الأولى عن مسحوق للغسيل في عام 1969.
في المغرب مرصد لتحسين صورة المرأة في الإعلام، لوان تاريخ المراصد والمجالس حافل بالمشاركات النسوية لكنت دعوة إلى إنشاء مرصد محلي يخصنا، دعوة ارجوا لايتلقفها الرجال ليأكلو البيض مع التقشيرة.