تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطبيعة تدافع عن نفسها

اضاءات
الاثنين16-3-2020
خلف علي المفتاح

أصبح فيروس كورونا الشغل الشاغل لكل دول العالم وشعوبه، وانتقل الشعور بالخطر والخوف من القوة العسكرية والتقنية ومخاطرها والصراعات التي يشهدها العديد من دول العالم إلى الخوف والحذر من القوة البيولوجية وقوة الطبيعة،

وهذا يعكس حقيقة أن الإنسان مهما امتلك من أدوات القوة والمعرفة والسيطرة لا يمكنه التحكم بقوة الطبيعة والسيطرة عليها على الرغم من أنه استطاع التحكم إلى حد كبير بحركة المياه عبر إشادة السدود وكذلك الاستفادة من الرياح والطاقة الشمسية وغيرها.‏‏

إن الطبيعة كائن حي شأنها شأن الكائنات الحية الأخرى، تتأثر وتؤثر، وكما تقوم الكريات البيض بالدفاع عن الجسم حال تعرضه لمؤثرات خارجية من أمراض مختلفة، فكذلك حال الطبيعة، فالزلازل والأعاصير وبعض الأوبئة هي بمعنى من المعاني شكل من أشكال ردة الفعل على ما تتعرض له الطبيعة من عدوان بشري عليها، سواء كان تغيير مجاري الأنهار ومصدات الرياح وقطع الأشجار ونفايات المصانع وما تنفثه المعامل والمصانع من دخان وأبخرة ومخلفات تلوث المناخ إضافة إلى التجارب النووية تحت الأرض وفوقها وما لذلك من انعكاسات على التوازن البيئي.‏‏

لقد عُقد العديد من المؤتمرات المتعلقة بوقف التلوث البيئي والحفاظ على المناخ بهدف إيجاد آليات لوقف التدهور الحاصل في عناصر البيئة النظيفة والحد من الاستثمار الجائر للمياه ووقف التصحر المتشكل من قطع الأشجار لجهة التوسع في المدن الإسمنتية على حساب المساحات الخضراء، وكذلك حرائق الغابات التي كان لها انعكاس كبير على التوازن البيئي، ناهيك عن تآكل طبقة الأوزون وما لذلك من انعكاس على ارتفاع درجة الحرارة على الأرض، إضافة إلى ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي الذي ينذر إن استمر بغرق العديد من المدن في شمالي الكرة الأرضية وجنوبها فقد يصل إلى حدود الطوفانات التي حدثت عبر التاريخ، وأزالت حواضر وحضارات سادت ثم بادت بفعل ثورة الطبيعة.‏‏

إن إعادة التوازن في العلاقة بين الإنسان والطبيعة وهما ركنا الحياة البشرية وكذلك الصداقة بينهما لجهة ألا تتحول التقانة المتطورة التي يبدعها الإنسان إلى فعل هدم واعتداء البيئة والطبيعة أو على حسابهما هي مسألة غاية في الأهمية، ومن هنا تأتي أهمية أخذ التحذيرات التي توجهها بعض المنظمات الدولية وقوى المجتمع المدني المهتمة بقضايا البيئة بعين الاعتبار من دول العالم، ولاسيما الدول الصناعية الكبرى والتزامها باتفاقية المناخ وحصصها فيه وعدم تقديم المنافع الاقتصادية والمكاسب المادية على استمرار الحياة البشرية على كوكبنا الأرضي الجميل الذي يمثل العقد الفريد في الخلق الإلهي البديع وسفينة فضاء عائمة في كون سرمدي.‏‏

إن فيروس كورونا الذي تحول إلى وباء حسب منظمة الصحة العالمية بفعل انتشاره السريع ما هو إلا رسالة تحذير وإنذار للبشرية من طبيعة لا تعرف الصمت بأن كفوا عن انتهاكاتكم لها، وأوقفوا عدوانكم عليها، وتصالحوا معها، فهي إن غضبت لا قبل لكم في مواجهتها والحد من سطوتها أو ردعها.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11060
القراءات: 919
القراءات: 691
القراءات: 831
القراءات: 702
القراءات: 774
القراءات: 788
القراءات: 756
القراءات: 819
القراءات: 760
القراءات: 757
القراءات: 752
القراءات: 776
القراءات: 803
القراءات: 843
القراءات: 832
القراءات: 877
القراءات: 892
القراءات: 842
القراءات: 891
القراءات: 824
القراءات: 852
القراءات: 876
القراءات: 916
القراءات: 1040
القراءات: 1069

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية