بدأ كل من بنيامين نتنياهو زعيم الليكود وافيغدور ليبرمان زعيم اسرائيل بيتنا يخرج ما في جعبته من افكار عنصرية متطرفة ورافضة للسلام تدل على ان الاتجاهات القادمة للحكومة الاسرائيلية سواء اكانت بقيادة نتنياهو او تسيبي ليفني هي اتجاهات نحو مزيد من التطرف والعدوان والحروب المدمرة.
ففيما وعد نتنياهو باكمال المهمة للاطاحة بسلطة حماس في غزة وتوعد المقاومة اللبنانية وهدد ايران, قال ليبرمان الذي كان قد دعا قبل سنوات الى تدمير السد العالي وطالب مؤخرا بضرب غزة بالقنابل النووية, قال في موقف عنصري مكشوف يهدف الى طرد عرب 48 من اراضيهم وديارهم ((لامواطنية دون ولاء)) مخيرا العرب بين الولاء المطلق لاسرائيل على حساب انتمائهم الوطني والقومي, او الترحيل قسرا تمشيا مع شعار يهودية الدولة, تماما كما التصريح الذي اطلقته تسيبي ليفني اواخر العام الماضي وقالت فيه (( يجب الحفاظ على هوية الدولة بترحيل عرب 48))..!
والاستنتاج الذي يستخلص من هذه التوجهات التي لاينفرد اليمين وحده بها بل شاركه فيها وطبقها على الارض في حربي لبنان وغزة الاخيرتين من يسمون انفسهم باليسار, هو ان الشعب الفلسطيني والعرب والمنطقة باسرها اصبحوا جميعا امام خطر داهم يتربص بهم هو خطر التطرف الاسرائيلي الذي تكشف بفوز الاكثر انكشافا بعنصريته وتطرفه وميله للحرب والعدوان في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة.
ما الذي يتعين فعله لمواجهة هذا الخطر..! شيء واحد مطلوب فعله هو اعادة النظر من جانب العرب والشعب الفلسطيني في مجمل رؤيتهم وحساباتهم ومواقفهم من الصراع والاعداد لمواجهة المرحلة المقبلة بما تستلزمه من مصالحة وطنية فلسطينية واخرى قومية عربية تؤسسان على قاعدة ان سياسات الحرب الاسرائيلية ومشاريعها المعدة ضد العرب والمنطقة لاتواجه بخيار السلام واستجدائه ممن يرفضه ولايؤمن به, بل باستراتيجية موحدة اساسها الوحدة الفلسطينية والتضامن العربي واستخدام كل اوراق الضغط ودعم المقاومة وترسيخ فكرها لانها خندق الدفاع الحصين عن الامة وحقوقها.