تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عودة الأعراب إلى اليباب الليبي

الافتتاحية
الثلاثاء 6-1-2015
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

تعود جامعة الأعراب إلى ليبيا بعد الخراب، وتحت ذريعة أقبح من الذنب، حيث أدركت وربما أيقنت بما فعلت يداها أن البلد تتجه إلى المجهول الذي ينتظرها، بعد أن باتت مهددة من مهدها إلى لحدها بأن تكون أثراً بعد عين.

لا تشعر تلك الجامعة وأعرابها بالحرج، ولا تحس بالخجل عندما تدعو إلى اجتماع طارئ لبحث تفشي الإرهاب في ليبيا، وهي التي زرعته بيديها وحولتها إلى مرتع للإرهابيين، حين شرعت الأبواب أمام التنظيمات الإرهابية بعد ان استدعت الناتو ليكون شاهداً إضافياً على الخراب والدمار، وعليها اليوم أن تكمل المهمة.‏

لا أحد يستطيع أن يفهم ما هي معايير عمل جامعة الأعراب، إلا إذا حفظ عن ظهر قلب ماذا يريد الناتو، ولا الدور المطلوب منها عملياً إلا إذا قارنه بالأجندة الغربية وتوازى في نهاية المطاف بالأهداف الأميركية.‏

قد يكون من الصعب على عاقل في الدنيا أن يفك الأحجية التي تتناقلها أروقة الجامعة اليوم عن الأسباب التي دفعتها للدعوة إلى الاجتماع، دون أن ننسى ماذا بمقدورها أن تفعل، وهي المكبلة بأصفاد المال الخليجي وأوامر العمل الأميركية، لكن ليس مستحيلاً قراءة أبجديات سلوكها، وقد اعتادت أن تكون الصدى المباشر لنيات الغرب، تحديداً حين يلوح الناتو بمخاوفه عبر اللسان الفرنسي ويعلن خشيته من تفشي الإرهاب، وكأن هذا الإرهاب لم يكن باليد الفرنسية والغربية ولم يكن وليد المزاوجة غير الشرعية بين جامعة الأعراب والناتو؟!!‏

والسؤال ربما، ماذا بمقدور جامعة الأعراب أن تفعل لمواجهة الإرهاب؟ هل سترسل جيشها الجرار وعكازها في ذلك جنود المشيخات حامي الحمى؟ أم ستكتفي بإعادة تشريع الأبواب أمام الناتو ليدمر ما تبقى من ركام الخراب في ليبيا، وأن تحرك من تبقى من مرتزقة الإرهاب في العالم من أجل القدوم إلى ليبيا ومن ثم إعادة توزيعهم؟؟‏

أسئلة لا أحد ينتظر أن تجيب عليها الأعراب ولا جامعتهم ولا أمينها العام الذي خلع جلده منذ اللحظة التي تنازل فيها عن كرسيه ليُجلس عليه الأعراب النادلة في زمن القحط وعصر التصحر، لكنها قد تصلح مقدمة للحديث بجدية عن ضرورة أن تُلجم هذه الجامعة وأن تكف يد أمينها العام عن الحديث باسم العرب، فقد بلغ السيل ما بلغ، ولسان حال الأعراب يقول أنه بالإمكان الفعل أفضل مما كان، وأن لا يزال في الرصيد بقية أوراق لم تشتعل بعد ولا بد من إعادة الكرة، لكن هذه المرة بطريقة مختلفة.‏

لسنا بوارد تحليل الخطوة على ما فيها لكنها تكفي لإثارة عشرات علامات الاستفهام حول الدور الجديد المنوط بجامعة الأعراب الذي يراهن عليه الناتو، وما بقي ليس أكثر من رماد تذروه رياح العجز والخيبة والفشل، وأن هذه الجامعة تحولت إلى رميم فسبحان من يحييها؟!‏

على المقلب الآخر تبدو المعادلة أخطر من سياق تجارب ماضية بما لها وما عليها، وأبعد من قضايا مرتبطة بهذا الجانب وذاك، بحكم ما تعكسه من نيات عدوانية افصحت عنها ألسنة الناتو غير مرة، ودعوات فرنسية صريحة إلى التدخل العسكري، وهو ما يتلاقى مع الحماسة التي أبدتها الجامعة بلسان أمينها العام، والتي تنتهي في آخر النفق مع ما يريده الناتو وما ترغب به أميركا!!‏

في كل الأحوال لا يبدو العهر الأعرابي مجرد خطوات في سياق ما ترمي إليه الأجندات الغربية، بقدر ما يحاكي هوساً بتوسيع دائرة المهام الوظيفية التي تقفل على آخرها وتضع المشيخات أمام تحدي البقاء في ظل حديث متزايد عن خرائط وإحداثيات قد تبطل في نهاية المطاف مفعول خرائط سايكس بيكو وما نجم عنها من دويلات ومشيخات وإمارات وممالك تنازع في ربع الساعة الأخير، ولم تجد أسهل من الساحة الليبية لتخوض غمار إثبات حسن النيات والسلوك.. من هناك.. من تضاريس اليباب الليبي كانت البداية، فهل تكون أيضاً النهاية؟!!‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية