في بيته الكائن في حي الحميدية بحمص, ثمة مكتبة ضخمة, وعمرٌ من التعب والسهر والإنجاز يختصره ذاك المكان, ولهذا ربما حرص حنا عبود على عدم التفريط بها وبقي معها حتى اللحظة خوفاً على عمر قد يضيع.. ولهذا هو محاصر هناك الآن!
جائزة الدولة التقديرية للإبداع في مجال النقد، التي نالها مؤخراً تليق بقامة وقلم كقامة حنا عبود وقلمه.. ولكنه لم يتمكن من عيش اللحظة المستَحقة.. وبقي هاتفه النقال والثابت خارج التغطية.
في آخر زيارة لي إلى حمص- قبل أيام- علمت ببقائه هناك, ودبّ خوفٌ في قلوب كل من التقى حنا عبود وعرفه عن قرب, (وأنا التي استغربت كثيراً كيف يبقى رجل مثله خارج اهتمام وسائل الإعلام على مدى السنوات الماضية), وهم يدعون اليوم ألا يكون ارتباطه الوثيق بمكتبته الهامة, سبباً في مصير يشبه مصير الجاحظ - لاسمح الله-.
«التغيير يبدأ باللغة» جملة من كتابه الهام (ليليت والحركة النسوية الحديثة) فأي لغة تسرح وتمرح اليوم بيننا؟!
«الحروب القديمة خلّفت وراءها السبايا من النساء, أما الحروب الحديثة فاضطرت للاستعانة بالمرأة كيد عاملة بعد النقص في عدد الرجال» جملة أخرى من نفس الكتاب, فأي حرب نخوض اليوم, وأمهات سورية هنّ الأكثر حزناً وفقداً؟!
حنا عبود.. كن بخير.. وسلام.. وأمان.. ونحن بانتظار حديث طويل معك في بيتك ومكتبتك الرائعة.. وبانتظار ابتسامتك المشرقة دوماً!
suzan_ib@yahoo.com