في عالم تلفزيوني تبدو شخصياته وكأنها تسربلت خلف أقنعة تحجب عنها رؤية الصورة الحقيقية..هو وحده في الميدان الشخص الحقيقي القادر على أن يفعل ما يريد بغض النظر عن أطراف اخرى بجانبه..وبغض النظر عن مدى الكوارث التي يمكن أن يلحقها بالآخرين...
في عالم بات أي فعل كارثي تطلق عليه بعض الفضائيات ما تشاء من مسميات أنتجتها السنة الاخيرة وشاعت في الفضاء وكأنها المنقذ لهذه البشرية من كل أوضاعها التعسة ...من كل قهرها وعذاباتها...
الحوار تحول الى اقتتال ..والخبر إلى فتنة...والضيوف الى محرضين...والوعي في اجازة طويلة الامد...لايراد له أن يظهر الآن... تحتاج تلك الفضائيات الى المزيد من إشعال النار ..ومن يخمدها ..فلا مكان له...
أي من هذه المشاهد مهما كان صغيراً ..مهما كان طارئا......يقتطع ويكبر .....على مدى أشهر...ومن خلال بث متواصل ملايين المرات بحيث يصبح هو الصورة الحقيقية...مهما كان الضلال الذي يحتويه...وتغيب أخرى مهما كانت كبيرة..
ولكن للأسف هذه المرة ضلال الفضائيات لايشبه أي ضلال آخر..انه يقتلنا ويدمرنا ويسوقنا نحو كارثة لايبدو أن لها قراراً...لصالح من؟
ربما سنكتشف جميعا بعد فوات الاوان..ان ثمة من راهن على نزع الفتيل عبر تلك الفضائيات!
soadzz@yahoo.com