صحيح أن الغرب قد يسبقنا في وفرة الإنتاج وبجودة المنتجات لكننا بجهود المخلصين يمكننا التغلب على هذه المعادلة بسهولة وقد نجحت صناعاتنا الوطنية بكسر حاجز التفوق والمنافسة بقوة في أسواق تلك الدول وهذا يقدم دليلاً لا يقبل الرد على قدرتنا على التفوق شريطة امتلاكنا للإرادة وهي موجودة لدى السواد الأعظم من أبناء شعبنا.
الحديث عن الصناعة يستدعي الحديث عن الاستثمار وهنا علينا إعادة الحسابات قليلاً في توجهنا نحو الأجنبي بفتح جبهات الاستثمار وزدنا على ذلك بتقديم التسهيلات المفتوحة دون البحث عن الحاجات الفعلية التي يريدها الوطن فغرقنا بمتاهات الأرقام لاستثمارات عربية وأجنبية متعثرة معظمها جاء بالأصل خدمة لأغراض كشفتها الأحداث المؤلمة التي تمر بها البلاد وكثير منها استند إلى المال والمدخرات السورية التي جمعها من خلال الاكتتاب على أسهم المشاريع المتوقع إنجازها وعلى الاقتراض بتسهيلات واسعة من البنوك والمصارف المحلية.
ما طرحته وزارة السياحة من خطوات لدعم الاستثمار المحلي وللسوريين تحديداً يشير إلى استيعاب جانب من الدرس الصعب خاصة عندما جاءت هذه الخطوة لدعم مساهمة النقابات والمنظمات والهيئات الشعبية بأموال منتسبيها للقيام باستثمارات سياحية واعدة، ولا حاجة للتذكير بما تملكه بعض هذه النقابات مثل نقابة المهندسين التي تملك الخبرة والمال وتحتاج فقط للإدارة، ومثلها نقابات المعلمين والعمال وغيرها، لأن من حق أبناء الوطن الاستثمار فوق أرضهم وليس صحيحاً أن يتحول الساحل إلى مشاريع سياحية تجعل المواطن يحلم برؤية البحر، وللتذكير فقط هناك مشاريع طالتها مظلة الاستثمار الموعود فمرت عليها السنوات الطوال دون أن تتحرك ولا ندري ما الذي سحب من أراضيها تحت مظلة الاستثمار التي تركز في المواقع الأثرية ومواقع الاستقطاب التاريخي ومع ذلك فالوقت ما زال ممكناً للتحرك وإعادة ا لأمور لسياقها الطبيعي فهل نفعل يا أصحاب المعالي؟