تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجهــــان للأزمـــة في ســــورية

الصفحة الأولى
الأربعاء 11-7-2012
أســـعد عبــود

هذا للاختصار وليس للعد والحصر، فهي دون شك متعددة الأوجه، إنما نحاول القراءة في الاتجاهات الممكنة للحل، والجهود المبذولة من أجله؟

في أحد الوجهين اللذين عنيت تبدو أزمة بالغة التعقيد، صعبة الحل، ضيقة الأفق، كارثية النتائج.‏

وعلى الوجه الآخر تبدو خيوط الحل، ليس ممكناً الإمساك بها وحسب، بل واضحة قابلة لأن تثمر نتائج جيدة على صعيد بناء سورية الجديدة. ولا شك أن في هذه الرؤية شيئاً من رومانسية مشروعة.‏

تعقدت الأزمة عندما أخطأ بعض أطرافها حساباتهم، وجاء من الخارج من يدعم المخطئ على خطئه بحسابات له خاطئة أيضاً.وبالتالي المقدمة الأولى للحل أن يعيد كل طرف حساباته مسقطاً من ذهنه فرضية النصر الموهومة. فالنصر لن يكون إلا لكل الأطراف مجتمعة. وكل ما نذوقه اليوم هو نتاج سوء النيات القائم على افتراض حتمية هزيمة الخصم، تكاد تكون هذه الأزمة قد خلقت شراكة غير معلنة بين أطرافها في النصر والهزيمة؟ ننتصر جميعاً إن انتصرت سورية، ونهزم جميعاً إن هزمت.‏

والسؤال: هل مسموح لنا حكومة وموالاة ومعارضات، أن ننتصر؟ من سيعوض على الكرماء كرمهم إذاً؟ الدم... المال..الزمن.. وأكثر من ذلك كله، الحلم بالنصر وتحقيق المآرب؟!‏

لا يرتبط ذلك كله بحتمية وجود المؤامرة. إن وجدت فنحن بأخطائنا قد سبقناها، وتبعتنا لتضعنا على خط تصعب العودة عنه. أنا أستغرب من يستبعد فكرة المؤامرة؟! هل الانشغال الأميركي، وما قد يكون لحقه من إنفاق، وزيارات فيلتمان وليبرمان وماكين وعبثهم بالسيادة اللبنانية، خدمة للسوريين؟ هل مسموح لهم تقديم هذه الخدمات إلا خدمة لمصالح عليا أميركية، أو إسرائيلية؟ ثم ماذا عن أموال الخليج، وخيبة العرب في وقفتهم من سورية، كل هذا يذهب هباءً؟!‏

لذلك الحل عندنا بيننا في أرضنا وهو يخدم أولاً مصلحتنا في حين يتناقض مع مصالح معظم المتدخلين بشؤوننا.‏

لقد اتجهت الحلول الغربية والعربية دائماً، إلى رؤية مزدوجة لا تستطيع تقديم أي حل، فهي تدعم طرفاً لينتصر وتعاقب آخر لينهار، فكيف بعد ذلك تستطيع أن تكون حكماً.أكثر من ذلك هناك سوء نية متعمد. يعني مثلاً إن كان وقف العنف والصلح والبناء السياسي غايتهم فعلاً، فلماذا تمنعوا عن حضور إيران مؤتمر جنيف؟ إيران مؤثرة في القرار السوري بموجب علاقات التعاون والتحالف القائمة وهي إلى ذلك صاحبة مصلحة في هدوء واستقرار المنطقة، ولها طريقتها في العمل الدبلوماسي؟ روسيا قدرت أهمية الحضور الإيراني، وكذا كوفي أنان الذي ركز على خطأ تغييبها عن جنيف.‏

الآن إلى أين يتجه أنان؟ بل إلى أين نتجه نحن؟‏

أنان سيستخدم لإقناع أطراف النزاع المباشرة وغير المباشرة - وهي الأخطر في الأزمة والأكثر إجراماً - فكرة أن لا منتصراً بالعنف، ونحن ننتظر أن نعرف من نحن و أين نحن فنقتنع ذاتياً بأننا ننتصر جميعاً أو نهلك جميعاً.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 694
القراءات: 721
القراءات: 695
القراءات: 794
القراءات: 653
القراءات: 767
القراءات: 713
القراءات: 765
القراءات: 697
القراءات: 734
القراءات: 636
القراءات: 728
القراءات: 726
القراءات: 692
القراءات: 732
القراءات: 863
القراءات: 609
القراءات: 905
القراءات: 1067
القراءات: 810
القراءات: 771
القراءات: 1084
القراءات: 975
القراءات: 757
القراءات: 911

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية