تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«التشبيح» المعلوماتي

منوعات
السبت 12-11-2011
أحمد ضوا

لم يعد التشبيح الإعلامي المستمر في تغطية بعض وسائل الإعلام التحريضية للأحداث في سورية حكراً على هذه «الأدوات الإعلامية» بل تزاحمها عليه بعض الهيئات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة وعلى رأسها المفوضية العليا لحقوق الإنسان من خلال إيرادها بعض المعلومات المستقاة من أشخاص مجهولي الهوية أو من صفحات الانترنت مكتومة المصدر لتستحق بجدارة مصطلح «التشبيح المعلوماتي».

فما أوردته مفوضية حقوق الإنسان قبل أيام عما أسمته قتلى الاحتجاجات في سورية والتي قدرتهم بنحو 3500 شخص مثال صارخ على هذا النوع من التشبيح، وكذلك الأمر على انخراط هذه المؤسسات الدولية في المؤامرة على سورية والاستجابة لضغوط الدول الغربية التي تحاول النيل من وحدة واستقرار سورية ودورها الأساسي في المنطقة.‏

والمتابع للأرقام التي أوردتها هذه المفوضية منذ بدء الأحداث إلى اليوم يلاحظ تعمدها ذكر أرقام لها وقع إعلامي مثل «200 و2500 و300» وأخيراً «3500» ولم تورد أي رقم مثل 1153 أو 2312 وهذا ليس من باب المصادفة، كما يعتقد البعض، بل هو متعمد من جانب القيمين على هذه المؤسسة الدولية التي من المفترض ألا تقوم بنشر أي معلومات أو أرقام غير دقيقة وموثقة ومعروفة المصدر مهما كانت المبررات أو المزاعم وحجتها بنشر هذه الأرقام مع الإشارة إلى عدم وجودها في سورية مردودة عليها وتمثل إدانة لها وخاصة عندما تجزم بالقول إن هؤلاء قتلى الاحتجاجات في سورية استناداً لما بثه «الناشطون» والسؤال هنا من هم هؤلاء الناشطون ومن يدري.. ربما يكونون إسرائيليين أو أميركيين أو.... .‏

إن ما أوردته مفوضية حقوق الإنسان عن عدد القتلى في سورية لا سند له على الاطلاق، حيث من الصعب على السلطات السورية حصر الاشخاص الذين يتوفون خلال هذه المرحلة قبل اجراء التحقيقات الضرورية وذلك لأسباب عديدة، منها قيام بعض المجرمين بارتكاب جرائم قتل مستغلين الاحداث اضافة الى حصول عمليات قتل جنائية واخرى مرتبطة بخلافات مالية وبالعادات الاجتماعية.‏

لقد كان لزاما على مفوضية حقوق الانسان عدم التورط بتزييف الحقائق والمعلومات بشأن الاحداث في سورية وانتظار السلطات الرسمية التي تواصل تحقيقاتها في هذا المجال، وكل الحجج الزائفة التي ساقتها لإيراد رقم «3500» لا قيمة لها في ضوء كشف العديد من الجرائم الجنائية خلال هذه المرحلة وبثها ونشرها في وسائل الاعلام السورية ولكن على ما يبدو ان القيمين على هذه المفوضية يحبذون المعلومات والأرقام مجهولة المصدر، سواء من الناشطين أو من منظمات خلبية انشئت فقط من اجل الانخراط في المؤامرة على سورية تتوزع بين لندن وباريس وواشنطن ولإسرائيل حصة كبيرة في اسهاماتها.‏

لقد بات معروفا ان جزءاً كبيراً من المؤامرة على سورية اعلامي تضليلي وتحريضي ومن يديرون هذه المؤامرة قاموا بتوزيع الادوار على مستوى وسائل الاعلام والمؤسسات الدولية والمراكز الحقوقية التي انشئت لهذه الغاية فقط وما أوردته مفوضية حقوق الانسان يندرج في هذا السياق وفي إطار «التشبيح المعلوماتي» الذي بات السمة البارزة لتعامل هيئات دولية مع الحدث السوري.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 637
القراءات: 726
القراءات: 608
القراءات: 688
القراءات: 607
القراءات: 599
القراءات: 624
القراءات: 591
القراءات: 677
القراءات: 706
القراءات: 661
القراءات: 665
القراءات: 729
القراءات: 636
القراءات: 1298
القراءات: 641
القراءات: 698
القراءات: 657
القراءات: 781
القراءات: 709
القراءات: 819
القراءات: 734
القراءات: 720
القراءات: 690
القراءات: 719

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية