تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


راتب الزوجة من جديد ..؟

مجتمع
الأحد 12-1-2014
لينا ديوب

كثيرة هي قضايا الحياة اليومية التي تشغل بال الأسرة وبنفس الوقت هي محط اهتمام الحكومة، وان بدت مشاكل شخصية وعائلية في مظهرها البسيط، لكنها ترتبط بقضايا التنمية. ومنها مثلا راتب الزوجة أي عمل النساء المتزوجات، وكيف يتم انفاقه أو ادخاره.

فبينما تشجع الحكومة عمل المرأة لفوائده على الأسرة والتنمية عموما، لايزال نفس الموضوع يثير النقاش بين القبول والرفض باستثناء فترات الأزمات كالأزمة التي نمر بها في بلدنا. فبينما يرغب الكثير من الشباب بالزواج من المرأة الموظفة ، في المقابل يتهرب الكثيرون من الزواج من الموظفة ، ولكل منهما أسبابه ، وتوجهاته ، تجاه هذه المسألة، وفي الوقت الذي تنفق النساء دخلهن على الأسرة واحتياجاتها نجد أصول الأسرة تسجل للزوج.‏

مما يدفعنا للسؤال عن راتب الزوجة ليس لجهة فائدته للأسرة فهذا أمر أكيد، لكن لجهة كيفية انفاقه؟ وهل يقابل ذلك عدالة بتبادل الأدوار داخل البيت والتعاون لتيسير جميع الأمور بما يحمي حقوق الزوجة؟ نلاحظ أن التعامل مع راتب الزوجة داخل الأسرة يعكس الموقف والمكانة التي تحتلها النساء في المجتمع ، وهذا ما يعكسه آراء الكثير من الموظفات، تقول السيدة لمياء وهي طبيبة أن زوجها يسألها بشكل يومي عن دخل العيادة، انه يتحكم في مالي ، وكدي ، وتعبي، أما السيدة ضحى فتقول منذ زواجي لا أقبض راتبي كاملا بسبب القروض والتي اشترى زوجي بالاعتماد عليها سيارة أجرة يعمل عليها خارج اوقات دوامه، وفي مرحلة لاحقة وبالاعتماد على قروض راتبي اشترى سيارة اكبر ينقل فيها البضائع للمحلات وتدر دخلا جيدا لكن لم يسجل أيا منهما باسمي. ولا حتى حصة تعادل مقدار قروض راتبي، صحيح أنه لا يلزمني بالإنفاق على البيت لكنني أشعر بالغبن، فجزء من ثمن سيارته من راتبي.‏

وحتى لا يقول البعض: إننا نعطي أهمية لراتب الزوجة ربما لا يستحقها، الا أن واقع الحال يقول بذلك وخاصة بالنسبة للزوج من أصحاب الدخل المحدود، أو ممن توقف عمله بسبب الحرب الدائرة على بلدنا ومنذ أكثر من عامين، يقول السيد عدنان كنت أسخر من راتب زوجتي وأطلب منها أن تترك عملها وترتاح في بيتها وتتفرغ للأسرة والأولاد، لكنني أجد نفسي اليوم مع توقف عملي أنتظر راتبها وأعتمد عليه لتغطية نفقات بيتنا، ويتابع بالقول وكأن الزمن الذي كان يتحمل فيه الزوج تكاليف الزواج قد مضى، إنه واقع حال وليس بيدي أن أُقِرَ هذا الأمر أو أرفضه أن الزواج شراكة بل شركة مكونة من طرفين زوج وزوجة عندما يضعف طرف يقويه الطرف الآخر لتستمر الشركة التي هي الأسرة. أما خبراء التنمية فيعطون أهمية كبيرة لدخل الزوجة سواء أكانت موظفة أم تعمل بحديقة المنزل، لما له من دور في تحسين حياة الأسرة نحو الأفضل، الا أنه يجب أن يترافق بقوانين داعمة تحمي النساء العاملات من سطوة العرف الذي يتحكم بدخل النساء دون عدالة أو حماية، وهنا يأتي دور التمكين الاقتصادي، الذي يساهم في خلق توعية نحو الحقوق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية