تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زلزال اردوغان السياسي

الغارديان
شؤون سياسية
الأحد 12-1-2014
 ترجمة: غادة سلامة

رغم التعديل الوزاري الذي اجراه أردوغان لتجميل حكومته الفاسدة الا ان فضيحة الفساد ربما قد تمتد الى نجله ففرخ البط عوام كما يقولون فحكومة أر دوغان ما زالت مهددة بالسقوط في المستنقع الذي حفرته لنفسها رغم الخطوات الترقيعيةالتي شملت بعض الوزرات وبذلك يكون أردوغان امام عائق كبير يهدد مستقبله السياسي والحزبي بسبب سياساته الفاشلة وفي ظل فضيحة الفساد الكبرى التي اعتبرت زلزالا سياسيا سيطيح حتما به وبحكومته من اعضاء حزب العدالة والتنمية فاليوم يجد رئيس الوزراء التركي نفسه امام عاصفة سياسية هوجاء وخاصة بعد استقالة ثلاثة من وزرائه على خلفية فضيحة الفساد الأخيرة الامر الذي شكل تحديا كبيرا له ولحكومته السلطوية خاصة بعد سلسلة الاعتقالات التي قامت بها حكومته لكبح جماح الفضيحة التي ألمت بتركيا في محاولة يائسة لامتصاص نقمة الشارع التركي الغاضب على أردوغان وحزبه.

لعل أهم حدث هز عرش أردوغان هو مواجهته مع السلطة القضائية التي أشعلت مجدداً المشاعر المناهضة لحكومة حزب العدالة والتنمية التي ظهرت جلية في احتجاجات شعبية عمت مختلف أنحاء تركيا العام الفائت الأمر الذي وضع مصير تركيا على المحك خاصة بعد انهيار العملة التركية وتراجعها الكبير أمام الدولار كما تعرضت الأسواق التركية لهزة اقتصادية عنيفة لم تشهد لها تركيا مثيل منذ إحدى عشر عاما وأن التعديل الذي أجرته حكومة أردوغان لم تقنع حتى الطفل الصغير في تركيا فخرجت التظاهرات في كل مكان وخاصة في أنقرة وأزمير وطالب الأتراك المحتجين أردوغان وحكومته بالرحيل الفوري معبرين عن سخطهم وغضبهم من سياساته الحمقاء وعبروا عن عدم رضاهم عن التعديلات الأخيرة لأنهم يرون بأن حكومة حزب العدالة والتنمية غارقة حتى أُذنيها في وحل الفساد والتعيينات الجديدة لم تريح الشعب التركي اصلا وكانت محل استهجان من الناس وبالتالي على أردوغان ترك المعترك السياسي في تركيا لغيره وأن عليه أن يستقيل ويريح الناس من بلائه الذي عم أرجاء تركيا وجلب لها الويلات وهيمن على كافة مؤسسات الدولة وسيرها لصالح مصالحه الشخصية والحزبية.‏

ان شعب تركيا العلمانية الذي انتخب أردوغان لم يخطر بباله يوما من الأيام أن يتحول هذا الرجل ليتصور نفسه بأنه خليفة من خلفاء المسلمين فمنذ اثني عشر شهراً كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يضع اللمسات الأخيرة لدستوره الذي فصله عل مقاس حزب العدالة والتنمية ليصبح رئيس وزراء يتمتع بسلطات تنفيذية مطلقة في بلاده اضافة إلى سلطات روحية كخليفة للمسلمين في الخارج. فحلمه بإعادة الإمبراطورية العثمانية الجديدة لم يفارق خياله وفجأة تلاشى الحلم الأردوغاني مع أول مظاهرة خرجت ضده وها هو اليوم وفي بداية عام 2014 يقاتل أردوغان من أجل البقاء على حياته السياسية. ويتساءل كاتب المقالة لماذا تراجعت حظوظ أردوغان وشعبيته فجأة إلى الحضيض لتأتي الإجابة فوراً وباختصار انها الغطرسة ولاشيء غيرها حيث تغطرس أردوغان وحزبه في كل الأمور لدرجة أنهم نسوا أن هناك شعباً تركياً بالأصل. أردوغان وصف ما حدث له بالمؤامرة ونسي أنه سيد الفساد والمفسدين وزعيمهم.‏

تيلان درمش الأكاديميالتركي المعارض يعتبر أن ما يقوله أردوغان عن ضلوع قوى خارجية في الأزمة التركية هو محض كذب وهراء ويرى درمش أن الجانب الأكبر مما تشهده تركيا حاليا من أزمة هو فساد داخلي بحت لا علاقة له بقوة خارجية إذ إن الفساد في تركيا من وجهة نظره لا يمكن أن تخطئه عين ويضيف درمش لو لم يكن هناك فساد ومفسدون فكيف نفسرأن ملايين الأتراك يعيشون في حالة فقر مدقع وبالكاد يدبرون حاجاتهم اليومية، بينما يحصل شخص مقرب من وزير ما على سبيل المثال على ملايين الدولارات شهرياً ليس بسبب اجتهاده في عمله وإنما لقربه من وزير متنفذ ويرى درمش أن حزب العدالة والتنمية نشأ أصلا من تحالف أطياف سياسية مختلفة لكل منها أيديولوجيتها الخاصة ويرى درمش أن هذه الأطياف المكونة للحزب وجدت ما يوحدها أما الأن فيقول درمش: إن ما يظهر على الحزب بقيادة أردوغان هو حالة من التفكك بين أطيافه بنسب الأفكار السيئة التي زُرعت في رؤساء حكومة أردوغان التي سخرت تركيا من أجل مصالحها الشخصية وأن المكاسب الاقتصادية والمالية التي جناها أعضاء الحزب أعمت أبصار أعضائه عن المسار الصحيح له. ولكن لابد من الإشارة هنا إلى حقيقة مهمة وهي أن الأزمات الخارجية لتركيا مع دول الجوار قد انعكست على علاقة الحكومة التركية مع مكونات الشعب التركي المختلفة وأن تلك الأزمات الخارجية وتداعياتها قد وصلت إلى الداخل التركي وبعبارة أخرى يمكن القول أن السحر قد انقلب على الساحر .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية