فقد أعلنت قناة / سكاي نيوز / الأمريكيّة ، في 20 /12 / 2013 ، عن تشكيل لواء «المملكة المتحدة» للجهاد في سورية ، ومعظم المنطوين تحته من الجنسيّة البريطانية . وفي الإطار نفسه أوردت وكالة / رويترز / يوم السبت 21/12/2013 ، أنّ عدداً من وكالات المخابرات الغربية ، تدرس ما نشر في تسجيل ( فيديو ) عن مقاتلين بريطانيين في سورية ، وأنّ زعيم ما يسمّى (لواء المملكة المتحدة ) يدعو البريطانيين المتطرّفين إلى القتال في سورية .
ومن جهتها ، أوردت جريدة / وورد ترابيون / الأمريكية ، أنّ حوالي أحد عشر ألف مقاتل من سبعين دولة في العالم ، معظمها أوروبية ، تطوّعوا للقتال في سورية، ويمارسون القتل والذبح وكلّ أشكال التعذيب ضد كلّ من لا يعترف بعقيدتهم من الطوائف الأخرى . وليس بعيداً عن ذلك ، فقد أوردت صحيفة (الفيغارو) الفرنسيّة أنّ عدد المقاتلين الأجانب في سورية حوالي (11700 ) ارهابي ، منهم أكثر من ( 400) مقاتل فرنسي بحسب اعتراف / مانويل فالس / وزير داخلية فرنسا ، بينما ذكر الصحفي الفرنسي / جان بيير بيران / في صحيفة / اللبراسيون / 2/1/2014، أنّ عدد الفرنسيين المقاتلين في سورية وصل إلى ألف مقاتل ما بين ( 2011-2013)، ومعظمهم مع المجموعات الأكثر تطرّفاً من جبهة النصرة وداعش . أمّا الجامعة الملكيّة في لندن ، فقد قدّرت عدد المقاتلين في سورية ، من الدول الأوروبية بحوالي (5500) متطوّع معظمهم من بريطانيا وفرنسا وهولندا .
ولذلك فقد أطلقت هذه الدول تحذيرات من عودة هؤلاء إلى بلدانهم ، والقيام بعمليات انتقاميّة بعد هزيمتهم ودحرهم في سورية . وقد تكون بريطانيا هي الأكثر خوفاً من انقلاب هؤلاء الإرهابيين ، وخطورتهم على أمنها واستقرارها . فاتّخذت وزارة الداخلية البريطانية إجراءات مشدّدة لتجريد هؤلاء من جنسيتهم البريطانية ، لمنعهم من العودة إليها . وإذا كانت بريطانيا جادة في إجراءاتها ، فهل تحذو الدول الأوروبية الأخرى حذو بريطانيا كإجراء وقائي أو علاجي في الوقت نفسه ، بعدما استشعرت خطورة الإرهاب عليها ، كما على غيرها ، وهي التي ربته ودعمته حتى وصل إلى هذه الحالة من التطرّف والخطورة ؟. وبالتالي ، يمكن أن يسهم ذلك في الحدّ من تدفّق أعداد الإرهابيين / التكفيريين إلى سورية ، في إطار محاربة الإرهاب على المستوى الدولي ؟
أمّا الولايات المتحدة الأمريكيّة ، فقد طالبت ( ولا نعرف مدى مصداقية هذا الطلب من دولة راعية الإرهاب الدولي ) ، طالبت الدول التي تموّل الإرهاب في سورية أن توقف دعمها لتلك المنظّمات ، ولا سيّما ما يسمّى بـ ( داعش وجبهة النصرة) ، باعتبار أنّهما تشكّلان خطراً على أمن العالم أجمع .
وللتخفيف من وطأة دعمهم للإرهاب ، أبدت هذه الدول تخوّفها من أن يذهب السلاح إلى الأطراف المتطرّفة ، فأطلقت مؤخّراً مصطلحاً جديداً لدعمهم، يتضمّن «السلاح غير الفتّاك «، بعدما عرفت ماذا جرى في ( باب الهوى ) حيث استولى تنظيم ( داعش ) على أسلحة ما يسمّى (الجيش الحرّ ) ؛ وماذا كان مصير تلك الأسلحة التي تزوّد بها المعارضة المسلّحة ، وحسبها أنّها تذهب إلى المعارضة المعتدلة على حدّ تعبير مسؤوليها .
فعن أي أسلحة غير فتّاكة يتحدّثون ؟ هل البنادق الآلية غير فتّاكة ؟ هل قذائف الهاون غير فتاكة ؟ هل القنابل اليدوية والعبوات الناسفة ، والمواد المتفجّرة غير فتّاكة ؟ وهل المواد السامّة من غاز السارين وغيره غير فتّاكة؟ ألم يروا ماذا فعلت تلك الأسلحة بمؤسسات الدولة السورية ، وبالشعب السوري، منذ بدء الأزمة / المؤامرة حتى الآن ؟ أوليس كلّ ما يقتل ويدّمر هو سلاح فتّاك، حتى السكين التي استخدموها في ذبح الأبرياء من المواطنين السوريين؟ فليس هناك سلاح إلاّ وله صفة الفتك والقتل والتدمير، وإلاّ لما سمي سلاحاً، وهم الذين يصنعونه ويصدّرونه، أدرى بذلك .
ومهما تكن المخاوف والتبريرات ، التي يطلقها مسؤولو تلك الدول ، فهم يعرفون تمام المعرفة ، مَن سمح لهؤلاء الإرهابيين أن يأتوا للقتال في سورية؛ ومَن دعمهم وشجّعهم على ممارسة الأعمال الإرهابية ضد سورية وشعبها؛ ومَن قدّم لهم المال والسلاح لينفّذوا ما أمروا به لصالح أسيادهم وأولياء نعمتهم ، بتدمير سورية ومحاولة إضعاف جذوة عنفوانها ومقاومتها لمشاريع استعمارية قديمة بلباس جديد؛ أليسوا هم زعماء تلك الدول التي باتت تخاف من ارتداد الإرهاب إليها ؟!
يكفي هؤلاء المتغطرسون أن يضحكوا على أنفسهم ، بعدما أدركوا خيبة أملهم وفشل مؤامرتهم على سورية ، واعترفوا بدحر أدواتهم الإرهابية أمام الصمود السوري ، دولة وشعباً ؛ كفاهم استخفافاً بعقول الرأي العام وخداعه، فلم يعد يصدّق كذبهم ونفاقهم . إنّ الدلائل والقرائن الواقعيّة تكشف عن مواقفهم الخبيثة المتقلبّة ، وعن التلاعب بتصريحاتهم وألفاظهم التي تعبّر عن هذه المواقف بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فلم تعد بحاجة إلى تفسيرات وبراهين ، منذ بداية الأزمة التي خطّطوا لها ودعموا منفّذيها بالمال والسلاح.
فسورية ماضية في مكافحة الإرهاب ، بقوّة جيشها وصلابة وتماسك شعبها ، وهي على طريق النصر القريب ؛ والإرهاب سيرتدّ إلى مصادره ؛ وسلاحه سيرتدّ إلى نحورهم ؛ ولهم أن يتفكّروا أي منقلب ينقلبون ، حيث لاينفع الندم .«ولات ساعة مندم ..»!!